جدول المحتويات
الفقراء
أولت الشريعة الإسلامية شريحة الفقراء في المجتمع اهتماماً كبيراً؛ فالزكاة التي فرضها الله تعالى هي حقٌ معلومٌ للسائل والمحروم، وقد فرضها الله تعالى مقداراً معيناً يدفع من أموال الأغنياء إذا بلغ المال نصاب الزكاة المستحق، وتصرف في مصارفها الشرعية التي حدّدها الله، ومن بين تلك المصارف الفقراء والمحتاجين، وكذلك جعلت الشريعة الإسلامية، وانطلاقاً من اهتمامها بالفقراء، نصيباً لهم في الأموال التي تجمع بطرقٍ كثيرةٍ من بينها الغنائم والفيء التي يحصل عليها المسلمون من معاركهم مع الأعداء.
كيفيّة مساعدة الفقراء
من الناحية الفردية وغير الرسمية، فبإمكان المسلم أن يساعد الفقراء ويقف إلى جانبهم من خلال أمور ووسائل كثيرة نذكر منها:
- إنشاء الجمعيات الخيرية من قبل أفرادٍ المسلمين والتي يكون هدفها سدّ عوز شريحة الفقراء والمحتاجين، من خلال توفير متطلباتهم اليومية وسد حاجاتهم، وإنّ المسلم يدرك دور تلك الجمعيات وأهمية وفائدة رسالتها في المجتمع، من خلال الأعمال التي تؤدّيها والبرامج التي تنفّذها في المجتمع وبين شريحة الفقراء والمحتاجين. ومن الأمثلة على تلك الأعمال جهود جمع الزكاة والصدقات من المسلمين، وتنظيم صرفها إلى الفقراء والمحتاجين الذين يستحقونها بعد التقصّي والتحري عن حالهم؛ فالمال الذي يجمع لا ينبغي له أن يصرف جزافاً، وإنّما وفق ضوابط معينة، وأسس مدروسة تضمن وصول تلك الأموال إلى مَن يستحقها، كما أنّ من بين الأعمال الخيرية التي تقوم بها تلك الجمعيات والمراكز كفالة الأيتام الفقراء ورعايتهم، من خلال تشجيع الناس على كفالتهم بالحملات الخيرية، كما تؤدّي تلك الجمعيات أدواراً مهمةً في خدمة الفقراء وتلبية حاجاتهم، من خلال تأمين الكسوة المناسبة لهم وتوفير ما يحتاجونه من الطّعام والمؤونة، إضافة إلى تنظيم موائد الرحمن في شهر رمضان التي تستهدف شريحة الفقراء في المجتمع، وإنّ كلّ هذه الجهود التي تبذلها تلك الجميعات إنّما يقوم بها أفرادٌ مسلمون، شحذوا هممهم وشمّروا عن ساعدهم لمساعدة الفقراء احتساباً للأجر من عند الله تعالى .
- مساعدة الفقير على الزواج؛ من خلال إعانته على ذلك بتوفير مبلغ المهر أو توفير المسكن أو احتياجاته من الأثاث والكهربائيات وغير ذلك، وهذا بلا شك نوعٌ من أنواع المساعدة للفقراء التي يستطيع أن يقوم بها مسلمٌ محسنٌ، أو تكون من خلال جميعات خيريّة .
- مساعدة الفقير على إيجاد فرصة العمل المناسبة التي توفر له دخلاً مناسباً، يضمن له الحياة الكريمة التي تؤمن له احتياجاته، وإنّ هذا العمل من أجلّ الأعمال؛ لأنّه يقضي على الفقر في المجتمع عندما تتوفّر لكلّ إنسانٍ وظيفةٌ يعتاش منها.