بنو إسرائيل
ظلّ حلم الدخول إلى الأرض المقدسة يراود بني إسرائيل منذ أن كانوا في مصر تحت حكم فرعون الذي استعبدهم لسنين طويلة، وقد بعث الله تعالى فيهم النبيّ موسى عليه السلام ليكون خلاص بني إسرائيل ونجاتهم على يديه، وحينما نجى الله موسى وقومه من فرعون بمعجزة انفلاق اليم توجّه موسى بقومه إلى الأرض المقدّسة فلسطين، وقد حثهم موسى على دخولها فاحجموا عن ذلك بحجّة أنّ فيها قوماً جبارين.
كانت فلسطين مساكن للكنعانيين، فحرّم الله عليهم دخول هذه الأرض أربعين سنة، وقد شاء الله أن يدخل بنو إسرائيل لأول مرة الأرض المقدسة في عهد فتى موسى عليه السلام وهو يوشع بن نون، وقد استقرّوا في هذه الأرض بعد أن هزموا أهلها، وبعد يوشع بن نون تفرقت بنو إسرائيل ونشأت بين قبائلها النّزاعات والخلافات؛ حيث كان يحكمها القضاة، وقد كان آخر هؤلاء القضاة النبي صموئيل الذي كانت له قصّة مع بني إسرائيل ذُكرت في القرآن الكريم وفيها ذكر الملك طالوت، فمن هو هذا الملك؟
اختيار الملك طالوت
طلب بنو إسرائيل من نبيهم صموئيل أن يختار لهم ملكا يوحّد كلمتهم ويجمع جيوشهم لهزيمة العماليق والكنعانيين الذي نجحوا في انتزاع التابوت الذي ورثه بنو إسرائيل من عهد موسى وهارون، وقد أخبر النبي صموئيل بني إسرائيل أنّ الله سبحانه وتعالى قد اختار لهم ملكاً اسمه طالوت وهو رجل بسيط من بني إسرائيل قد آتاه الله الحكمة والعلم، كما آتاه القوة البدنية والحنكة العسكرية، وقد ظنّ بنو إسرائيل أن الاختيار للملك سيكون على معايير الغنى والمال والجاه، فأكد لهم نبيهم أن الله يؤتي ملكه من يشاء من عباده .
انتصار جيش طالوت
وحد الملك طالوت جيش بني إسرائيل واستطاع حشد ما يقارب ثمانين ألفاً من رجالهم، وقد توجه طالوت بجنده لقتال ملك العماليق ويدعى جالوت، وفي الطريق قال طالوت لجيشه إن الله سوف يبتليهم بنهر ليختبر المطيع الصابر منهم، فمن شرب من هذا النهر لن يكون مع هذا الجيش، ومن لم يشرب منه كان معه، فلما جاوز طالوت النهر بمن صبر من جنده قالت طائفة منهم لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده، بينما قالت طائفة أخرى كم من فئةٍ قليلة غلبت فئةً كثيرة بإذن الله، فتقدّم الصابرون لمنازلة جيش جالوت فهزموهم وبرز في هذه المعركة نجم النبي داود عليه السلام الذي تمكّن من قتل جالوت، وقد آتاه الله الملك بعد ذلك والحكمة والنبوة، كما تزوج ابنة الملك طالوت.