ضرس العقل
يتكوّن الفم من مجموعةٍ من الأسنان الموزّعة على الفكين: الفك العلوي والفك السفلي؛ حيث يُبدّل الإنسان أسنانه خلال مراحل حياته مرّتين، فتنمو له في الست سنوات الأولى من حياته أسنان غير دائمة تُسمى أسناناً لبنية، ثم يبدِّل هذه الأسنان لتصبح أسناناً دائمة وتبقى معه طوال فترة حياته، ويجب عليه العناية بها وحمايتها من التسوس، إلا أنّ هناك أسناناً تُسمّى أضراس العقل وهي آخر الأسنان التي تنمو للإنسان، والتي تتوزّع على كلّ ركنٍ من أركان الفم وعددها أربعة.
عمر نمو ضرس العقل
يُسمّى ضرس العقل بهذا الاسم لأنه يظهر وقت بلوغ الإنسان وبداية نضجه، وذلك في عمر الثامنة عشر والخامس والعشرين تقريباً، ولذلك سُمّي بهذا الاسم، ويعتبر ضرس العقل في عصرنا هذا من الأسنان التي تعرّضت للاختفاء، وذلك بسبب تغير نوع الطعام؛ حيث كان الإنسان الأول يأكل أنواعاً من الطعام الصلبة أو حتى النيئة، وبالتالي كان يحتاج إلى الأسنان القوية، وكان ضرس العقل ينمو بسلاسةٍ ودون مشاكل وعيوب بسبب كبر حجم الفك لدى الإنسان القديم، أمّا في عصرنا الحاضر فقد اختفى هذا الضرس تقريباً عند المعظم بسبب صغر الفك وتآكل الأسنان.
نمو ضرس العقل
توجد حالتان لنموّ سن العقل وهما:
- أن ينمو ضرس العقل بشكل سليم وفي المكان المناسب له وبشكل موازٍ لباقي الأسنان، وبالتالي لا يُسبّب أية مشاكل وعيوب تذكر.
- أن ينمو ضرس العقل بطريقةٍ مائلة غير موازية لبقية الأسنان، وبالتالي قد يؤدّي إلى مجموعة من المشاكل وعيوب في اللثة وفي عظام الفكين أو قد يؤدي إلى ظهور الألم في العصب أو الاسنان القريبة منه.
- قد ينمو ضرس العقل بشكل مائل للخارج، ممّا قد يؤدي إلى عضه بالخطأ، الأمر الذي قد يُسبّب آلاماً في الخد وقد يمتد الألم إلى الأذن والعين أحياناً.
مشاكل وعيوب وآلام ضرس العقل
تعتبر المشكلة الكبرى لضرس العقل هي كبر حجمه، وبالتالي فإنّ وجوده يؤثر على نمو بقية الأسنان بشكل سلس، ومن أهم مشاكله أيضاً أنه يكون عند البعض ظاهراً بشكل جزئي بينما يختفي باقي السن تحت اللثة، الأمر الذي يُسبّب التهابات وتقرحات فيها، كما أن موقع السن بعيد نوعاً ما، الأمر الذي يُصعب تنظيفها جيداً وبالتالي تكون عرضةً للإصابة للتسوس، والتكلس، والتآكل، وتورم اللثة، وأحياناً قد يؤدّي التهاب ضرس العقل إلى عدم القدرة على فتح الفم ممّا يُسبّب الألم الحاد لصاحبه، وفي بعض الأحيان يضطرّ المريض إلى إجراء عملية للتخلص من هذه السن وألمها.