مُحمّد عليهِ الصلاةُ والسلام
مُحمّد عليهِ الصلاةُ والسلام هوَ آخر الأنبياء والمُرسلين الذين ابتعثهُم الله لإخراجِ الناس من الظُلمات إلى النور، ومن الشرك إلى التوحيد الخالص لله ربّ العالمين، وقد تفرّدت رسالة سيّدنا مُحمّد عليهِ الصلاةُ والسلام بأنّها موجهة للناس كافة وأنها باقية حتّى قيام الساعة، وفي هذا المقال سنتحدّث عن النبيّ الكريم عليهِ الصلاةُ والسلام، وعن حياته وأخلاقه وصفاتهِ التي أعطاهُ اللهُ إيّاها سواءً الصِفات الخَلقيّة أو الصفات الخُلُقيّة.
نسب محمد الشريف
هوَ مُحمّد بن عبد الله بن عبدالمطلّب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن بن نزار بن معد بن عدنان، فهوَ عليهِ الصلاةُ والسلام من قريش ومن خيار العرب نسباً وأشرفهم مكانةً.
عاشَ عليهِ الصلاةُ والسلام حياتهُ منذُ بدايتها في يُتمٍ، حيث إنّ والدهُ عبد الله بن عبد المطلّب قد توفيّ وهوَ ما زالَ جنيناً في بطنِ أُمّه آمنة بنت وهب، فعاشَ حياتهُ عندَ جدّه عبد المُطلّب بعدَ وفاة أُمّه وهوَ في السادسة من عُمره، فلمّا توُفيّ جدّهُ عبد المُطلّب كفلهُ عمّهُ أبو طالب، وعاشَ حياتهُ عليهِ الصلاةُ والسلام في مكّة حتّى بلغَ من العُمر أربعين سنة، وكان في هذا السنّ عندما اصطفاهُ الله بالرسالة وأنزلَ عليهِ الوحيَ والقُرآن في غارِ حراء في مكّة المُكرّمة.
بعدَ أن كلّفَ اللهُ نبيّهُ بالدعوة إلى الإسلام بدأت مصاعبُ التبليغ والدعوة إلى الله تقفُ في وجهِ المُصطفى عليهِ الصلاةُ والسلام ومن معهُ من المؤمنين، فلبثوا في أذى المُشركين في مكّة حتّى أذِنَ اللهُ لنبيّه وللمؤمنين بالهجرة إلى يثرب التي أصبحت تُدعى بالمدينة المنوّرة وذلك حينَ نزلَ فيها النبيّ الكريم عليهِ الصلاةُ والسلام.
صفاتُ النبيّ عليهِ الصلاةُ والسلام
من بعض ما وُصِفَت به هيئةُ النبيّ الكريم عليهِ الصلاةُ والسلام أنَّ وجهه كانَ كالبدر ليلة التمام في الحُسن والوضاءة، فهو عليهِ الصلاةُ والسلام أزهرَ اللون أي أنَّ وجههُ نيّرٌ حسَن، وكان أدعج العين أي أنّ حدقة العين تمتاز بالسواد كما أنّ عينيه عليهِ الصلاةُ والسلام كانتا واسعتين كثيرتي هدب الأشفار وهي شعر الأجفان أو ما يُعرف بالرموش، وكانَ عليهِ الصلاةُ والسلام أقنى الأنف أي مرتفع قصبة الأنف مع تحدّب قليل فيها، كما أنه لم يكُن طويلاً طولاً بائناً ولا قصيراً عليهِ الصلاةُ والسلام بل كانَ وسطاً بين ذلك، ولم يكُن لهُ بطنٌ بارز بل كانَ مُستوى الصدر مع البطن مع اتّساقٍ قي الجسم ونهايةٍ في الحُسن.
أمّا أخلاقهُ وصفاتُه الخُلُقيّة فهوَ عليهِ الصلاةُ والسلام كانَ خُلُقُهُ القُرآن، وكانَ كريماً جواداً كالريح المُرسلة، ومن صفاته الشجاعة والقوّة والحِكمة والذكاء والمروءة والوقار والرحمة وحُسنُ الأدب والمُعاشرة والزُهد والتواضع والعدل والعفّة والصِدق والأمانة، صلّى الله عليهِ وسلّم.