كيف أتوب إلى الله

كيف أتوب إلى الله

التوبة

تعدّ التوبة إلى الله تعالى من الضرورات الملحة التي يحتاج إليها كل إنسان قبل أن توافيه المنية، ذلك لأنّ الإنسان كائن خطاء، قد يضعف أمام شهواته وملذّاته فيرتكب معصيةً ما تستوجب التوبة والرجوع عنها إلى الله تعالى قبل أن يتوفى، ففي الوفاة تتوقّف قدرة الإنسان على تصحيح أخطائه، والرجوع عن معاصيه، لهذا فقد وجب على كلّ مسلم أن يقوم بالتوبة عن كلّ الأخطاء والمعاصي التي يقوم بها قبل أن يفوت الأوان.


كيف يتوب الإنسان عن المعاصي؟

لمّا كانت التوبة بهذه الأهمية وفائدة العظيمة في الدين الحنيف، ولمّا كانت وسيلة لتطهير الإنسان من الآثام والخطايا التي قام بها، فقد كان لها عدة شروط وطريقة معينة وجب على الإنسان اتباعها حتى تقبل منه، وهذه الشروط كما يلي:

  • إقرار الإنسان بذنبه الذي ارتكبه، واعترافه به، فهذا سيسهل عليه التوبة لأن ضميره سيدفعه عندئذ إلى تصحيح خطئه بكل سهولة.
  • مجاهدة النفس على ترك المعصية والإقلاع عنها قدر المستطاع إلى أن يتركها نهائياً، وهذا يكون بالابتعاد عن مواطن إتيان هذه المعصية، والابتعاد أيضاً عن مسبباتها، والابتعاد عن كل ما قد يدفعه إلى فعلها مرة أخرى.
  • الندم على المعصية التي اقترفها وجاء بها، فمن لم يندم على معصيته استهان بها، وصارت إمكانيّة العودة إليها مرّة أخرى أسهل ربما من ذي قبل.
  • معاهدة الله تعالى على عدم العودة إلى المعصية مرّة أخرى، ومحاولة التكفير عنها بشتّى الطرق ووسائل الممكنة؛ كالإكثار من فعل الأعمال الصالحة، ذلك لأنّ الحسنات يُذهبن السيئات، ومن هنا فإنّ من احسن وأفضل الوسائل التي تساعد على معالجة القلب بسرعة تامة بعد المعصية هي الإتيان بفعل خيِّر مباشرةً خلفها؛ فالأعمال الصالحة خلف المعاصي تزيل وتعالج السواد الذي سببته هذه المعاصي في القلب.


يجب على الإنسان التائب أن يعقد النيّة على التوبة الأبدية حتى تكون توبته توبة مقبولة -بإذن الله تعالى-، إلا أنّ نفس الإنسان الضعيفة الأمارة بالسوء، قد تدفعه إلى الإتيان بالمعصية مرّة أخرى، وهذا ممّا قد يُخلّ بموازين الإنسان، ويؤرقه، ويجعله متشائماً، والأخطر أن يقبل المعصية دون التفكير حتى في الإقلاع عنها بسبب اليأس الذي تسلل إلى قلبه، لهذا فإنّ من يضعف ويقترف نفس المعصية مرة أخرى عليه أن لا ييأس من روح الله تعالى، فمن يدري كيف سيحاسب الله تعالى الناس، فربّما مجاهدته لنفسه لترك المعصية مع إتيانه لها مرة ثانية وثالثة ورابعة هي التي تشفع له عند الله تعالى، فالله تعالى أرحم بالإنسان من نفسه.


ولو خُيّر الإنسان بين أن يحاسبه الله تعالى وبين أن يحاسب نفسه بنفسه لاختار محاسبة الله تعالى له لأنّ الله تعالى يعلم عنه ما لا يعلمه هو عن نفسه، ومن هنا فإنّ أهم شيء في التوبة المحاولة وعدم اليأس والإحباط؛ ففرج الله تعالى آتٍ لا محالة.

مشاركة المقال
x
اغلاق

مذكرات يوميه - نوع غشاء البكاره - الحروف الابجدية - كلام رومانسي - شهر 12 - كلام عن الام - خواطر حب - صفحات القرآن - الجري السريع - محيط المستطيل - كلام جميل عن الحب - كلمات عن الام - كلام في الحب - عبارات تهاني - كلام حب و عشق - طرق إثارة - دعاء للمريض - كلام حلو - الحروف العربية - قناة السويس - العشق - دعاء للميت - محيط المثلث - ادعية رمضان - أعرف نوع الجنين - كلام جميل