الحسين بن علي
يمتلئ التاريخ الإنساني بالنماذج الثورية التي رفضت الخضوع للتجبر والطغيان، وأبت عليها نفسها العزيزة إلا النهوض بكل كرامة وافتخار، ساعية وراء الحق، ومدافعة عن المظلومين، والأنبياء عموماً ساروا على هذا المنوال، ومن تبعهم بإحسان أيضاً إلى يوم الدين، والعديد من النماذج التي ملأت صفحات الكتب، وسطرت ببطولاتها أروح التضحيات، ولعلَّ أبرز النماذج الثورية وأكثرها شهرة لدى العرب، والمسلمين، بل وحتى غير المسلمين الحسين بن علي -عليه السلام-، وهو ابن بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وابن الإمام علي بن أبي طالب، وابن سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء، وأخو الإمام الحسن بن علي -عليهم السلام جميعاً-، والإمام الحسين بن علي -عليه السلام- هو خامس أصحاب الكساء.
ولادته
ولد الإمام الحسين في المدينة المنورة بعد الهجرة النبوية الشريفة في الثالث من شهر شعبان من العام الرابع للهجرة، الموافق للثامن من شهر يناير من العام ستمئة وستة وعشرين ميلادية.
بعد استشهاد الإمام علي بن أبي طالب -عليه السلام-، تسارعت الأحداث العظيمة التي عمت العالم الإسلامي كله، إلى أن استلم الحكم معاوية بن أبي سفيان بعد أن تنازل الإمام الحسن بن علي -عليه السلام- عنها رأباً لصدع كان سيشق المسلمين إلى فئات وأحزاب، وبعد انقضاء فترة حكم معاوية بن أبي سفيان استلم يزيد بن معاوية الحكم، فرفض الحسين البيعة وهو برفضه المبايعة يكون قد رفض توريث الحكم من الخليفة لابنه أو لأي شخص يريده.
وبعد أخذ ورد في هذا الموضوع بين الحسين وبين باقي الصحابة، وبعد حدوث العديد من الأحداث بين بلاد الشام، والعراق، استقر الرأي لدى الحسين بن علي -عليه السلام- على الخروج إلى العراق، فجهز نفسه وجهز أفراد عائلته كلهم وخرج، فاعترضه جيش من الأمويين في واقعة من أشد الوقائع في التاريخ الإسلامي وهي معركة كربلاء الخالدة والتي استشهد فيها الإمام الحسين -عليه السلام-.
دفنه
بعد انقضاء المعركة دفن جسد الحسين بن علي -عليه السلام- في كربلاء، أما موضع الدفن ففيه اختلاف، فهناك من يقول أنه دفن في مدينة دمشق، وهناك من يقول أن الرأس دفن مع الجسد في كربلاء نفسها، وهناك من رأى أنه دفن في مكان آخر، ومن هنا فإن مكان دفن الرأس غير محدد على وجه الدقة. وقد كان استشهاد الإمام الحسين بن علي في العاشر من محرم من العام الحادي والستين من الهجرة، ويسمى هذا اليوم بيوم عاشوراء، وقد ظل هذا اليوم ذكرى خالدة تخلد هذه المأساة العظيمة البشعة التي وقعت بحق آل البيت الأطهار.