تقرير عن الحسن بن الهيثم

الحسن بن الهيثم، اسمٌ اشتهر في تاريخ العلم والفلسفة، فلهذا العالم المسلم فضلٌ كبيرٌ في تطور العديد من العلوم كالرياضيات، والفيزياء، والفلك، والهندسة، واشتهر على وجه التحديد بتأسيسه لعلم البصريات وطب العيون، حيث ألف كتاباً اسمه "المناظر"، والذي يتكون من عدة مجلدات.

حياة ابن الهيثم

ولد الحسن بن الهيثم في البصرة عام 965م في عهد الخلافة العباسية، وكانت تلك الفترة هي الفترة الذهبية في العصور الإسلامية التي اشتهر فيها العلماء والفلاسفة من مختلف بقاع الدولة الإسلامية، حيث قاموا بإسهاماتٍ كبيرةٍ في مجال العلوم.

انتقل إلى مصر بطلبٍ من الحاكم بأمر الله عندما علم أنّ لديه بعض الأفكار التي يريد تطبيقها على نهر النيل؛ ليجلب منه الفائدة الأكبر على البلاد والعباد، إلّا أنّه لم يستطع فعل ذلك لعدم وجود الإمكانيات اللازمة لذلك، فخاف من غضب الحاكم وادعى الجنون حتى توفي الحاكم بأمر الله، وهو ما دفعهم إلى احتجازه في منزله في تلك الفترة، ولكنّ عالماً مثل هذا لن يقبل بإضاعة عددٍ كبيرٍ من السنين، فألّف في فترة احتجازه كتاب المناظر والذي يعدّ أشهر كتبه، ثمّ تنقّل ابن الهيثم بعد وفاة الحاكم بأمر الله في أرجاء البلاد من الشام إلى الأندلس وغيرها، وألف العديد من الكتب في حياته في شتى المواضيع.

إنجازات ابن الهيثم

لقد كان للحسن بن الهيثم العديد من الإنجازات في مجالات مختلفة، وعلى رأسها الفيزياء، وعلم البصريات على وجه التحديد، فهو أوّل من أثبت أنّ الضوء ينعكس من جميع النقاط في الأجسام إلى العين بعكس ما كان شائعاً في تلك الفترة بأنّ العين هي التي تطلق الأشعة فترى الأجسام، ويرجع إليه ابتكار الكاميرا التي أسماها بالبيت المظلم، بالإضافة إلى كونه أوّل من شرّح العين وبيّن أعضاءها ووظائفها.

كانت لهذا العالم إسهامات كبيرة في علم الفلك، فبين أنّ القمر يعكس ضوء الشمس من جميع النقاط على سطحه، وكانت له نقاشات في نظرية التجاذب، فبيّن أنّ وزن الأجسام يقل بابتعادها عن مركز الأرض، وعلم أنّ مقدار تسارع الجاذبية يقل بازدياد الارتفاع، كما أنّه فرّق في أعماله بين علم التنجيم وعلم الفلك، فاعتبر الأول معارضاً للإسلام، وفنّده لما يستخدمه المنجمون من أساليب مختلفةٍ تعتمد كلّها على التخمين.

كما كان لابن الهيثم العديد من المؤلفات في الرياضيات، والميكانيكا، والهندسة، وبيّن قوة الاحتكاك، ومفهوم وتعريف ومعنى القصور الذاتي وهو أنّ الأجسام تتحرك بشكل دائم ما لم توقفها قوة خارجية ولكنه لم يقم بإثباتها.

أوضح الفرق بين الاصطدام المرن وغير المرن، وهو ما نقله عن الضوء، فبين أنّ الضوء المباشر والكثيف يؤذي العين وأنّ الضوء العمودي هو الذي يخترق العينين، وله العديد من الإسهامات في الرياضيات كبيانه للأعداد المثالية بالإضافة إلى العديد من المؤلفات، والأعمال المختلفة في هذه العلوم وغيرها كالفلسفة، والدين، والنفس، والهندسات المختلفة ممّا لا يمكننا إحصاؤه في هذا المقال.

تكريم ابن الهيثم

لقد عُرف ابن الهيثم في أوروبا بأكملها، حيث توجد مؤلفاته في المكتبات الأوروبية كالمكتبة الوطنية الفرنسية، ومكتبة بلدين، ولقبه الأوروبيون في تلك الفترة ببطليموس الثاني، والفيزيائي، حتى أنّ موقع جوجل احتفل بمرور 1048 عام على ميلاد الحسن بن الهيثم فأطلق شعاراً خاصاً في تلك المناسبة، كما توجد صورة الحسن بن الهيثم على العشرة آلاف دينار العراقي.