موقع مضيق باب المندب
يعتبر مضيق باب المندب حلقة الوصل المائية بين قارتي آسيا وأفريقيا، حيث يمتد المضيق من الجانب الأسيوي الذي يتمثل بمنطقة رأس منهالي في اليمن على طول 30 كم إلى الجانب الإفريقي المتمثل بمنطقة رأس سيان في جيبوتي، وتفصل جزيرة بريم الخاضعة للسيطرة اليمينية مياه المضيق إلى قناتين القناة الشرقية على الحدود اليمنية ويطلق عليها اسم باب اسكندر حيث يبلغ عرضها 3 كم بينما يبلغ عمقها 30 م، أما القناة الغربية على الحدود الجيبوتية فيطلق عليها اسم دقة المايون فيبلغ عرضها 25 كم أما عمقها فيبلغ 310 م، كما يعتبر باب المندب حلقة الوصل بين مياه خليج عدن ومياه البحر الأحمر، ففي فصل الشتاء يعوض البحر الأحمر كمية المياه التي فقدها نتيجة عملية تبخر مياهه في الصيف من خلال انتقال كميات كبيرة من مياه خليج عدن إليه عبر مضيق باب المندب، وتقدر كمية التبادل المائي التي تحدث من خلال مضيق باب المندب بحوالي ثلاث ألاف كيلومتر مكعب لصالح البحر الاحمر.
الأهمية وفائدة الاقتصادية والملاحية
زادت الأهمية وفائدة الاقتصادية والملاحية لباب المندب بعد افتتاح قناة السويس، حيث أصبح المضيق الممر الرئيسي للسفن والباخرات التجارية القادمة من دول شرق آسيا إلى الدول الأوروبية دول حوض البحر الأبيض المتوسط، كما تزداد أهمية وفائدة المضيق بكونه الممر المائي الأسرع الذي تسلكه السفن المحملة النفط الخليجي حول العالم، الأمر الذي زاد من الصراع اليمني الجيبوتي على السيطرة على مياه المضيق، حيث تمكنت اليمن من السيطرة على الجزء الأكبر من مياهه بفضل جزيرة بريم التابعة لها، كما ساعد وجود ممرين مائيين تفصل السفن القادمة والخارجة من المضيق على تسهيل سير السفن وتوفير الأمان لها.
الأهمية وفائدة السياسية
استخدم باب المندب في تحقيق أهداف سياسية منذ افتتاح قناة السويس، ففي عام 1971 م قام ثوريون فلسطينيون بإطلاق عشرة صواريخ من نوعية بازوكا على الناقلة النفطية الإسرائيلية التي كانت في طريقها غلى إيلات عبر مياه المضيق، كما قامت الحكومة اليمنية بمنع مرور السفن الإسرائيلية عبر مضيق باب المندب في حرب عام 1973، ولكن بعد فرض النفوذ الأمريكي والإسرائيلي على مياه المضيق من خلال تحالفهما مع كل من جيبوتي وأثيوبيا بدأت الحكومة اليمنية بفقدان سيطرتها تدريجيا على مياه المضيق، كما تسبب انتشار أعمال القرصنة في المضيق إلى تحويل مسؤولية تأمين مياهه إلى القوات البحرية المشتركة تحت قيادة القوات البحرية الأمريكية.