الإسلام
أنزل الله سبحانه وتعالى على سيّدنا محمّد عليه الصّلاة والسّلام شريعة الإسلام لتكون خاتمة الشّرائع والرّسالات السّماويّة، ولم يترك النّبي الكريم أصحابه حتّى خطب فيهم خطبة الوداع الشّهيرة ليبيّن لهم اكتمال الدّين، وتبليغ الرّسالة، فالديّن الإسلامي قد اشتمل على كلّ ما يصلح حياة النّاس في الدّنيا، كما مثّل الإسلام دستورًا شاملاً يصلح للتّطبيق على جميع المستويات وفي مختلف الظّروف والأزمان، وإنّ شموليّة هذه الرّسالة وعالميّتها لتؤكّد أنّها المنهج الوحيد والصّراط المستقيم الذي ارتضاه الله تعالى للنّاس، فلا يقبل من أحدٍ ديناً أو طريقاً آخر، قال تعالى (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، وإنّ الطّريق إلى هذا الدّين العظيم ممهّدة سهلة لا عقبات فيها ولا صعوبات، ولا عذر لأحدٍ بعد أن يتعرّف على سماحة الدّين ويسره، وبشاشته التي تلامس القلوب وتشرح الصّدور أن يرتضي ديناً آخر.
الطّريق إلى الإسلام
وإنّ سعي النّاس إلى هذا الدّين العظيم واعتناقه ينبغي أن يمرّ من خلال طرقٍ عدّة نذكر منها:- أن يفتح الإنسان قلبه لكلّ تعرف ما هو حقّ، فيستمع إلى الكلمات وعبارات الصّائبة المسدّدة، ولا يغلق عينيه للنّور الذي يشع أمامه مبدّدًا الظّلام، وهذا الحقيقة يجب أن تتوافر لمن في قلبه نيّة الدّخول في الإسلام واعتناقه، أمّا الجاحد الذي لا يريد رؤية نور الحقّ وتلمّس آثاره فيصمّ آذانه ويغلق عينيه فلن يدرك أبداً عظمة هذا الدّين ولن يجد نوره إلى قلبه سبيلاً.
- أن يسعى الإنسان سعيًا حثيثًا وراء الحقّ، فالجالس في بيته لا يأتيه الرّزق والمال، وكذلك من يعتنق الباطل لا يدرك الحقّ إلاّ إذا مشى في الدّروب وسعى لنيل الحقّ سعيًا دؤوبًا لا تراجع فيه أو نكوص.
- أن يتمسّك الإنسان بالحقّ متى أدركه، فالإنسان في طريقه إلى الإسلام وبعد أن يشرح الله صدره له عليه أن يحرص عليه وأن يتمسّك به ويلزمه بتطبيق أحكامه والتزام أوامره واجتناب نواهيه، فلا عبرة بمن أدرك الحقّ ثمّ ضعف فيه وتراخى.
- الدّعوة إلى هذه الدّين العظيم كسبيلٍ واحدٍ لنجاة البشر، فالإنسان حينما يعتنق هذا الدّين ويستشعر السّعادة التي في قلبه والسّكينة التي تتنزّل على صدره بمعيّة الله له واستشعار مرضاته ورحمته، والقناعة التي لا يتطرّق إليها ضعف، لهي كافيةٌ أن تجعل الإنسان ينطلق لدعوة النّاس إلى هذا الدّين الذي يمثّل قارب النّجاة الوحيد للخلق في ظلّ الأمواج العاتية والرّياح المرسلة العاصفة.