يعمل جسم الإنسان بشكلٍ متكاملٍ، فكلّ عضوٍ يقوم بوظيفةٍ معينةٍ لتتجمّع هذه الأعضاء معاً وتنتج عنها حركات الجسم المتناسقة والمنطقية، ويعتبر الدماغ هو رأس الهرم الذي يتكوّن منه الجسم، فهو المسيطر الرئيسي والمتحكم في جميع هذه العمليات الحيوية والحساسة ولكنه في الوقت نفسه لا يمكن له أن يعمل بصورةٍ منفردةٍ من دون المعلومات التي تنقلها إليه أعضاء الجسم المختلفة، فلو تمّ توصيل رسالةٍ خاطئةٍ من أحد أعضاء الجسم سيقوم بدوره باتخاذ الإجراءات المناسبة لهذه الرسالة والتي يصدرها للأعضاء التي تختص بها هذه الأوامر لتقوم بعملها رداً على المعلومات الأولية التي وصلت من الأعضاء للدماغ.
يتكوّن الدماغ من:
- المخيخ: وهو المسؤول عن تنظيم الحركات اللاشعورية للعضلات الهيكلية والمحافظة على توازن الجسم.
- المخ: وهو الجزء الأكبر من الدماغ، وينقسم إلى عدة أقسام تؤدي كلّها معاً وظيفةً مميزةً وفريدةً وهي مركز العمليات العقلية العليا للإنسان من ذكاءٍ وتفكيرٍ وتعلّم وذاكرةٍ، كما أنها تنظم أداء أعضاء الحس والحركة في الجسم.
الذاكرة القوية
ما يهمّنا هو المخ المسؤول عن الذاكرة؛ فالذاكرة هي الشريط الذي يقوم الإنسان بالكتابة عليه من أجل عيش الحياة بشكلٍ سليمٍ ومنطقي، فمن خلال هذه الذاكرة يتم تذكّر الأسماء والتواريخ والمواقف وكافة المعلومات التي ترسم حياة الشخص نفسه فمن دون ذاكرةٍ كيف يمكن للشخص أن يتعرّف على الشخص المقابل له أو المكان الذي يتواجد به أو سبب إقدامه على عملٍ معينٍ وغيرها.
للتقريب يمكن تشبيه ذاكرة الإنسان بذاكرة جهاز الكمبيوتر؛ حيث يتم تخزين كافة المعلومات التي يمكن استخدامها للقيام بالعمليات المختلفة وبالتالي إنتاج المخرجات المناسبة والمطلوبة.
يقول العلماء إنّها لا توجد هناك ذاكرة ضعيفة وذاكرةٌ قوية؛ وإنما هناك ذاكرةٌ مدربةٌ وذاكرة غير مدربة، فيمكن لأي شخصٍ مع القليل من العناية والتمرين زيادة القدرة على تذكر الأمور بشكلٍ احسن وأفضل وأسرع، فالذاكرة تخزّن ما ترسله إليها الحواس سواء حاسة النظر و/أو السمع و/أو التذوق و/أو اللمس.
الخلايا الدماغية هي المسؤولة عن عملية تخزين المعلومات واسترجاعها؛ لذلك فإنّ أي ضررٍ يصيب هذه الخلايا سيؤثر على ما تم تخزينه أو القدرة على استرجاعه، وهذا ما يحصل عندما يكبر الإنسان أو يصاب بفقدان الذاكرة فهذه الخلايا الدماغية هي التي تتأثر، كما أنَّ الغذاء الصحيّ الغني بالعناصر الغذائية التي تحتاج إليها الخلايا الدماغية لها تأثير ونتائج قوي في تنشيطها ومساندتها للقيام بمهمّتها على أكمل وجهٍ، ومن هذه العناصر أحماض أوميغا3 وفيتامين د.
