تعرف ما هو يوم النحر

كثُرت هذه الأيام الأعياد التي ما أنزل الله بها من سلطان وتعددت أسماؤها، والتي في أغلبها كانت تقليداً للكفار، كعيد الحب وعيد الأم، وعيد النيروز وعيد الميلاد وغيرها الكثير، بينما تأتي أعياد المسلمين بعد مواسم عظيمة وجليلة من الطاعات، وهما عيدان لا ثالث لهما، عيد الفطر وعيد الأضحى.

العيد بمثابة الجائزة الكبرى من الله تعالى لعباده الذين أطاعوه فصاموا شهر رمضان وحجوا بيت الله الحرام، فتسعد النفس وتهنأ فيه، وتزداد أواصر المحبة بين الأهل والأرحام والأقارب، والعطف على الفقراء والمحتاجين، وفيه الخروج عن رتابة الحياة اليومية المعتادة، فينشأ جوٌّ جديد يبعث في النفس الراحة.

العيد الثاني للمسلمين، يبتدئ من اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، وينتهى في اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، ويأتي بعد موسم الحج حيث يسبقه يوم الوقوف في عرفة، فأيامه أربعة أولها يسمى بيوم النحر، والأيام الثلاث الأخيرة تسمى بأيام التشريق، وهذه الأيام الأربعة أيام أكلٍ وشربٍ، يَحرُم الصيام فيها، فقد ورد في الحديث الشريف وهو من الأحاديث الصحيحة قول رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: ( أيامُ التشريقِ أيامُ أكلٍ وشربٍ وذكرٍ للهِ عَزَّ وَجَلَّ).

يوم النحر هو أول أيام عيد الأضحى المبارك، أي اليوم العاشر من أيام شهر ذي الحجة، وقد قال بعض العلماء أنه احسن وأفضل أيام العام، وذلك لكونه يوم الحج الأكبر كما ورد في الحديث الشريف عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، ففيه تتمة لأعمال الحج العظيمة، حيث تُنحر الأضاحي وتُرمى الجمرات في منى، وفيه طواف الإفاضة والحلق، فهو يومٌ عظيمٌ يُهرق فيه الدم، ويحل للعبد فيه ما حرِّم عليه أيام الحج ويُزال التَفَث، ومما تقدم فقد سمِّي يوم النحر نسبةً لنحر الأضاحي فيه أي ذبحها، والتي هي شعيرة من شعائر الحج.

أبرز ما يميّز عيد الأضحى المبارك هو نحر الأضاحي، فبها يتقرب العبد من خالقه عز وجل، ويتبع سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ويتذكر قصة أبو الأنبياء إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما احسن وأفضل الصلاة وأتم التسليم، حيث أمر الله عز وجل إبراهيم عليه الصلاة والسلام بذبح ابنه إسماعيل عليه الصلاة والسلام، فما كان من الأب إلا أنه امتثل لأمر خالقه وباشر بذبح ابنه، فكان ذلك من أعظم أنواع الابتلاء أي التضحية بفلذة الكبد، ثم بعد ذلك أنزل الله كبشاً عظيماً فداءً لإسماعيل عليه الصلاة والسلام.