حذّر النّبي عليه الصّلاة والسّلام من فتنة النّساء في آخر الزّمان، وقد خصّ النّبي الكريم أصنافاً من النّساء فوصفهنّ وصفاً دقيقاً ينمّ عن إعجاز في كلام النّبوّة فقال عنهنّ بأنّهنّ نساء كاسيات عاريات، فهنّ يلبس لباساً وقد يضعن على الرّأس حجاباً ولكن للأسف لا يحقّق معنى الحجاب الشّرعي الذي أمر الله تعالى بل لا يحقّق أدنى متطلّبات السّترة التي تدعو إليها الأخلاق والفطر السّليمة حيث يكشف هذا اللّباس عن عوراتهنّ ويبدي مفاتنهنّ.
إنّ الله سبحانه وتعالى حين شرع الحجاب لم يشرعه إلا لحكمة ربانيّة وعلم لدنّي، فهو أعلم بما يصلح شؤون عباده في دينهم ودنياهم، وقد أدرك المسلمون في حياتهم أهميّة فرضيّة الحجاب وآثارها الطّيبة في المجتمع، فالحجاب هو رمزٌ للعفّة يستر عورة المرأة فيحميها من نظرات أصحاب النّفوس الضّعيفة ولمزات المتسكّعين، ويحميها من نفسها حيث إنّ المرأة بفطرتها تميل إلى تلقي الإعجاب، كما أنّ للحجاب آثار طيبّة في المجتمع حيث يحمي الشّباب والفتيات من الانحراف بقتل داعي الشّهوة في نفوسهم، ويكسب المرأة المسلمة هيبتها في النّفوس ويعطيها مكانتها التي تستحق في المجتمع.
شروط الحجاب الشرعيّ
يكثر الجدل في وقتنا الحاضر حول مسألة الحجاب، فكثيراً ما تتبع بعض النّساء أهواءهن فيرين أنّ الحجاب هو مجرّد رمز وليس فريضة، ويحثّهم على تبني هذا الرّأي الذين يحبّون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، والحقيقة السّاطعة التي لا لبس فيها هي أنّ الحجاب هو فريضة قد فرضها الله على نساء الأمّة ممّن بلغن الحلم، ويدل عليه حديث النّبي عليه الصّلاة والسّلام لأسماء بنت أبي بكر الصّديق بأنّه إذا بلغت المرأة وحاضت فإنّه لا يصحّ أن يرى منها إلا الوجه والكفين أمّا شروط الحجاب الشّرعي الذي يرضي الله تعالى والذي يشتمل على اللّباس جميعه من غطاء للرّأس والبدن فهي :
- أن يكون حجاب المرأة ولباسها طويلاً يشتمل على جميع جسد المرأة وعورتها إلاّ الوجه والكفّين حسب اتفاق بين العلماء.
- أن يكون لباس المرأة واسعاً لا يصف ولا يجسّد وأن لا يكون شفافاً يصف ما وراء الجسد من مفاتن.
- أن لا يكون حجاب المرأة وغطاء رأسها مزركشاً مزينًّا يلفت أنظار النّاس إليه.
- أن لا يكون الحجاب واللّباس للشّهرة بين النّاس.
أمّا عن الكيفيّة التي تضع فيها المرأة المسلمة حجابها فهي أن تضعه على رأسها وأن تحرص على أن تسدله ليغطّي نحرها وصدرها وهذا غاية في السّتر والعفّة.
