دفن الميت
من آداب وتعاليم الشَّريعة الإسلاميّة وبعد الانتهاء من تغسيل الميت، وتأدية صلاة الجنازة، يحمل الميت إلى مكان دفنه، وحمل الميت ودفنه فرض كفايةٍ على من علم من المسلمين؛ إذا قام به البعض سقط عن البقيّة، والدَّفن مشروعٌ في الكتاب والسُّنّة، والدَّفن من باب البِر بالميت وإكرامٌ له، قال الله تعالى:"ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ"؛ أي وضعه في القبر.
من السُّنة اتباع الجنازة والمشاركة في حملها ما أمكن ذلك، مع التزام الحاملين للجنازة والمشيعين لها بالسَّكينة، وعدم رفّع الصَّوت لا بالقراءة ولا بالتَّهليل والتَّسبيح، لأنّ ذلك من البدع، كما لا يجوز للنِّساء المشاركة في حمل الميت أو تشييعه؛ فتشييع الجنائز خاصٌّ بالرِّجال.
طريقة دفن الميت
قبل وصول المشيّعين إلى مكان الدَّفن لابُد من تجهيز القبر واتباع السُّنة في ذلك من حيث زيادة عُمق القبر واتساعه، قال صلى الله عليه وسلم:"احفروا وأوسعوا وعمقوا"، وحفر القبر على نوعين بحسب طبيعة التُّربة وهما: الشق واللحد.
إذا كانت الأرض رمليّةً قليلة التَّماسك يُحفر الشَّق بشكلٍ عموديٍّ ثُمّ يتم إنزال الميت، أمّا إنْ كانت التُّربة صلبةً متماسكةً؛ فيُحفر اللَّحد وهو الحفر في التُّربة عموديًّا، ثُمّ الحفر جانبيًّا من جهة القبلة فيوضع الميت في الحفر الجانبيّ، ويكون الدَّفن على النَّحو التَّالي:
- يُنزل الميت إلى قبره من قِبل عددٍ من الرِّجال.
- إذا كان المتوفى امرأة؛ فعلى محارمها إن وجدوا إنزالها القبر- الزوج، أو الأب، أو الابن، أو الأخ، أو أبناء الأخوة، أو الأخوات- إنزالها القبر لأنَّها عورةٌ.
- يقول من ينزل الميت إلى قبره:"بسم الله، وعلى مِلَّة رسول الله".
- يوضع الميت في قبره-سواء كان شقاً أم لحداً- على جنبه الأيمن، بحيث يكون وجهه مستقبلًا القبلة.
- توضع تحت رأس الميت لبنةٌ، أو ترابٌ، أو حجرٌ، ويتمّ تقريبه إلى جانب الجدار من جهة وجهه، ويجعل خلف ظهره التُّراب، أو الطُّوب، أو ما شابه ممّا يسنده؛ كي لا ينكب على وجهه أو ينقلب على ظهره.
- يُوضع التراب على القبر لسد فتحة اللحد إن كان القبر لحداً.
- يُرفع القبر عن مستوى سطح الأرض بمقدار شبرٍ فقط، ويكون مسنماً- أيّ التُراب المُهال على هيئة السَّنام، كي لا تتجمع عليه مياه الأمطار، ثُمّ توضع عليه الحصباء، ويرش بالماء حتى يثبت التُّراب ولا يتطاير من الهواء، ويرفع القبر كي لا يُداس بالأقدام.
- يُستحب بعد الفراغ من الدَّفن الوقوف على القبر والدُّعاء للميت والاستغفار له، أمّا قراءة القرآن الكريم عند القبر فتلك بدعةٌ لم ترد عن النَّبي صلى الله عليه وسلم.