البحث عن تعدد الزوجات

شرع الله سبحانه وتعالى الزّواج كعلاقة سامية تجمع بين الذّكر والأنثى من أجل تحقيق عدّة غايات وحاجات بشريّة، فالزّواج يحقّق معاني السّكينة والمودّة والرّحمة التي يحتاجها الزّوجين، كما أنّه وسيلة لإشباع الحاجات الجنسيّة ضمن الإطار الشّرعي الذي يحفظ الحقوق ويحفظ الأنساب.

كما أنّ الزّواج هو وسيلة بناء الأسرة وإنجاب الأولاد وبالتّالي استمرار الحياة البشريّة على الأرض، لذلك عنيت الشّريعة الإسلاميّة بموضوع الزّواج بل وحثّت الشّباب عليه، وقد أباحت الشّريعة الإسلاميّة أن يتزوّج الرّجل بأكثر من واحدة، فما حكمة الشّريعة الإسلاميّة في إباحة التّعدد ؟ وتعرف ما هو موقف الغرب من هذه القضيّة ؟

أباحت الشّريعة الإسلاميّة تعدّد الزّوجات بمعنى أن يتزوّج الإنسان بأكثر من امرأة، قال تعالى (فإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النّساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدةٌ أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا )، فتعدّد الزّوجات مباح شرعاً لحكمة الشّريعة، وعلمها بما يصلح حال الإنسان والمجتمع، ومن حكم الشّريعة في ذلك نذكر:

• القضاء على الفتنة وما هى اسباب الزّنا في المجتمع، فقد أكّدت كثيرٌ من الإحصائيّات ارتفاع نسب العنوسة بين الفتيات بشكلٍ كبير في عصرنا الحاضر، ولا شكّ بأنّ هذا الأمر يلقي بظلاله القاتمة على المجتمع الإسلامي وقد يكون مقدّمة لانتشار الفاحشة نظراً لعدم استطاعة كثير من الفتيات سدّ حاجاتهم النّفسيّة والفسيولوجيّة، وبالتّالي أدرك المسلمون في وقتنا الحاضر أنّ تعدّد الزّوجات هو وسيلة للقضاء على الفتنة في مهدها حيث يتمكّن الرّجل القادر من تحصين أكثر من امرأة وفق عقد شرعي على كتاب الله وسنّة نبيّه -عليه الصّلاة والسّلام-.
• القضاء على ظاهرة الأرامل التي انتشرت في كثيرٍ من البلدان الإسلاميّة التي تتعرّض للعدوان والحروب، ولا شكّ بأنّ الحروب تؤدّي إلى فقدان أعدادٍ كبيرة من الرّجال، وبالتّالي تنتشر الأرامل ويكون تعدّد الزّوجات في هذه الحالة وسيلة لحماية المجتمع وتعزيز أواصر الوحدة بين أفراده وتعميق معاني التّكافل بينهم.

أمّا وجهة نظر الغرب في هذه القضيّة فهو يقف ضد قضيّة تعدّد الزّوجات بزعم أنّها تهضم حقوق المرأة، على الرغم من الممارسات الغربيّة المُناقضة لتبني فكرة تعزيز قيمة المرأة، إن لم تهدرْ كرامتَها أيضاً؛ فهم يبيحون للرّجل أن يزني بآلاف النّساء، وما يسبّبه ذلك من شيوع الفتنة وانتشار الأمراض وخراب المجتمع واختلاط الأنساب، فأيّ الفريقين أهدى للحقّ.