ما حكم تارك الصلاة
أجمع غالبية العلماء على أن الشخص الذي يترك الصلاة عامداً و جاحداً للصلاة على أنه كافر ، ولكن هناك إختلاف بينهم، فمنهم من أقر بوجوب الصلاة ولكن تركها تكاسلاً ، حيث كان رأي الإمام أبو حنيفة بأنه في هذه الحالة لا يكفر ، بل أنه يحبس حتى يرجع للصلاة ، ورأي الإمام الشافعي والإمام مالك رحمهما الله على أنه في هذه الحالة لا يكفر، بل أنه يجب أن يقتل حداً إذا لم يعد إلى الصلاة ، أما الإمام أحمد رحمه الله رأيه بأنه يكفر ويقتل ردة ، ومن الأدلة على ذلك " عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة" .
وما رواه أحمد من حديث أم أيمن مرفوعاً (من ترك الصلاة متعمداً برئت منه ذمة الله ورسوله) ، وما رواه أصحاب السنن من حديث بريدة بن الحصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، .
حكم تارك الصلاة بعد أن يموت
ورد عن العلماء ومنهم الإمام الشافعي والإمام المالكي والإمام أبو حنيفة ورواية أخرى عن الإمام أحمد ، على أن تارك الصلاة كسلاً ومتهاوناً بأن كفره أصغر ولا يخرجه من الملة، ومما تقدم فإنه عند موته فإنه يغسل ويكفن ويتم الصلاة عليه ، ويدفن في مقابر المسلمين ، ورأى آخرون على أنه يكفر كفراً أكبر ، ولا يتم غسله ولا يتم تكفينه ، بل أنه يلف بشيء عند موته ويوارى للتراب وهو إحتراماً لآدميته، ولكن دون توجيهه للقبلة، وأما الجاحد والمنكر وجوب الصلاة فهو يكفر بالإجماع ويعامل معاملة الكفرة عند موته .
حكم تارك صلاة الجمعة بشكل متعمد
المسلم الذي يترك صلاة الجمعة متعمداً وبدون أعذار شرعية يعتبر عاصٍِ لله عز وجل وحتى لو كان ذلك لمرة واحدة ، والمسلم الذي يترك صلاة الجمعة بالعمد أكثر من مرة يتضاعف له الوعيد ، ودليل ذلك حديث ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما المخرج في صحيح مسلم، من أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على أعواد منبره: "لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين". ويشتد الوعيد ويتضاعف إذا تخلف المسلم عن صلاة الجمعة لأكثر من مرة أو لثلاث جمع أو أكثر ، لما ورد عن أصحاب السنن وأحمد من حديث أبي الجعد الضمري من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من ترك ثلاث جمع تهاوناً بها طبع على قلبه"