القنوات المائية
القناة المائية هي عبارة عن مجرى اصطناعي للمياه، ينشأ حتى تمر المياه من خلاله، وتختلف القنوات المائية من حيث نوعها؛ فهناك قنوات للري، وهي التي تستخدم لتوصيل المياه للمزروعات، وهناك قنوات النقل، وهي التي تستخدم حتى تمر السفن التي تنقل الأشخاص أو البضائع وغيرها، وغالبا ما تصل القنوات المائية التي تستخدم لغايات النقل بين البحيرات، أو بين الأنهار، أو بين المحيطات، أو بين بعضها البعض، وهذه هي المهمة التي أنشئت لأجلها قناة بنما، فهي عبارة عن ممر مائي، يعد من أعظم المنجزات على الصعيد الهندسي في العالم، كما تعتبر إنجازا هندسيا هائلا.
موقع قناة بنما
تقع قناة بنما ما بين المحيط الهادي والمحيط الأطلسي، وكذلك البحر الكاريبي، فهي تفصل بين محيطين من أكبر وأهم المحيطات في العالم مما يكسبها موقعا استراتيجيا مميزا، وفي محاولة لتقصير المسافة في الرحلة البحرية التي تقوم بها السفن بين مدينتي نيويورك وسان فرانسيسكو، حيث كان على السفن في السابق أن تلتف حول أمريكا الجنوبية، نشأت فكرة شق قناة بين هذين المحيطين، خاصة أن مسألة الخط البري للتجارة لم تجد نفعا، وكانت هناك محاولات فرنسية لبناء القناة، إلا أنها قد باءت للفشل.
إنشاء قناة بنما
بدأت أولى المحاولات لإنشاء قناة في عام ألف وثمانمائة وواحد وثمانين للميلاد، وقد وضع المشروع وتصميمه بحيث تكون القناة على مستوى مساو للبحر، وذلك تحت رعاية فرديناند دي لسبس الذي قام ببناء قناة السويس المصرية، وكان المبلغ والدعم المقدم من فرنسا كبيرا جدا، وتم مباشرة العمل على إنشاء القناة، ولكن لم يتم إكمال المشروع نتيجة خسارة ما يقارب اثنين وعشرين ألف عامل لمرضهم بالملاريا، وقد أعلنت الشركة إفلاسها، وبعدها حاولت شركة فرنسية أخرى أن تتبنى إنشاء القناة، إلا أنها لم تنجح.
بعد فشل فرنسا حاولت أمريكا الاستحواذ على فكرة إنشاء القناة، حيث كانت ترغب أن تخترق جنوب أمريكا لتسهيل عملية نقل البضائع، لكن حصلت مشكلة بين أمريكا وحكومة كولومبيا، لعدم سماح أمريكا للسفن الكولومبية بالمرور، وتم توقيع اتفاقية أطلق عليها اتفاقية هاي بوناو فاريلا، والتي أعطت فيها كولومبيا أمريكا الحق لبناء قناة بنما وإدارتها حتى إشعار آخر. وقد قامت أمريكا ببناء القناة، وكلفتها ما يقارب الثلاثمائة وثمانين مليون دولار، حيث عمل على بناء القناة آلاف العمال، واستمرت مدة بنائها حوالي عشر سنوات، واستخدمت مجارف البحار، والآلات الخاصة برفع الأتربة حتى يتسنى للعمال شق الطريق عبر غابات المنطقة وتلالها. وفي عام ألف وتسعمائة وتسعة وتسعين استطاعت جمهورية بنما استعادة سيادتها على القناة، بعد أن دامت سيطرة أمريكا عليها خمسة وثمانين عاما، ويمر عبر قناة بنما سنويا حوالي الأربع عشرة سفينة.