وسنّة وجود الزوجين هي موجودة في كلّ المخلوقات،فالله عزّ وجلّ خلق من كلّ شيء زوجين ، حتّى نتأمّل مفهوم وتعريف ومعنى المشاركة وأنّ التعاون في كلّ شيء يتمّ بوجود الجماعة وأقلّها اثنان.
وفي ديننا الإسلاميّ الحنيف شرَع الله الزواج ؛ ليكون مودّة ورحمة للمؤمنين ، ويكون بأن يتقدّم الرجل بطلب الزواج من وليّ البنت ، ويكون بالإيجاب أو الرفض ، وقبول الزواج يكون من الفتاة ، ولا يحقّ لأحد أن يجبرها على اختيار زوج لا ترغبه ، أو أن يجبروها على ترك شخص ترغب في الزواج منه وذلك بعد أن تقدّم لخطبتها وأعجبها حُسنُ خُلُقه وطيب حديثه والتزامه الدينيّ.
وعندما نتحدّث عن الزواج ، فإنّنا نتحدّث عن هذه الشراكة العظيمة وعن هذه المؤسسة العريقة ، التي تجمع بين اثنين ارتبطا بالموافقة والاختيار المشترك ؛ لذا ينبغي من شخصين اختارا بعضيهما أن يتعاونا فيما بينهما حتى تكون مؤسسة الزواج شراكة ناجحة وبعيدة كلّ البعد عن المشاكل وعيوب والاضطرابات.
وحتّى يكون البيت سعيداً فعلى كل من الزوجين أن يكونا مبادرين لإدامة الودّ والحبّ ؛ لأن للحبّ رصيداً ينبغي على كلٍّ منهما أن يثريه ، بالمواقف الطيّبة وبالكلام الطيّب ، وسنتحدّث هذه المرّة عن كيف تملك المرأة قلب زوجها.
لتتمكّن المرأة من قلب زوجها ، عليها أن تعلم أنّها بهذه الرغبة في امتلاك قلبه ، فهي تقوم بإرساء قواعد البيت ونشر المحبّة ، فالأساس في الحياة الزوجيّة هو المحبّة والمودّة ، إذن فالمرأة ترغب في ميل قلب زوجها إليها لتتمكّن من توثيق أواصر المحبّة والدفء.
والمرأة الحكيمة عليها أن تعرِف ما يحبّهُ زوجها وتحاول أن تقدّمه له ، وكذلك أن تبتعد كل ما يُسبّب له الانزعاج والكَدَر ، وإذا أرادت المرأة أن تتحدّث مع زوجها فعليها أن تستخدم عبارات وكلمات وعبارات التلطّف والأدب ، لأنّ الرجل بالعادة لا يتقبّل الكلام الجافّ ، أو الكلام الذي يحوي صيغة الطلب أو الأمر ، فحبذا لو كانَ كلام المرأة مع زوجها لطيفاً وعندها ستكون ردّة فعل الزوج إيجابيّة .
وعلى المرأة أن تنتقي الوقت المناسب للحديث عن ما يدور بخلدها ، أو ما تريده من مطالب أو غيره .
كما أنّ المرأة الحكيمة عليها أن تُكبِرَ في زوجها إنجازاته وتعظّمها ، وعليها أن تدخل في دائرة اهتمامه ولو على سبيل المجاملة ، وأن لا تقِف عائقاُ أمام أحد رغباته القويّة ، فقد يكون هذا باباً من أبواب النفور والبعد عن الزوجة.
على المرأة أن تعزّز الثقّة لدى زوجها ، وأن تبتعد عن الشكّ والغيرة الزائدة ؛ لأنّها من أبواب هدم الأسر، وفتيل المشاكل وعيوب في مختلف البيوت.
وعلى المرأة أن تكون مؤمنة وذات خُلق وصلاة وذِكر ، فعندها سيكون الرجل واثقاُ بدينها ، وبأنّها ستحمل البيت والأولاد إلى برّ الأمان ، ولا تنسى أنّ الله عزّ وجلّ هو الذي يُلقي المحبّة في صدور الناس ، وأسأل الله العليّ القدير أن يحفظ جميع بيوت المسلمين من كلّ سوء ، وأن يرزق جميع الأزواج راحةً وطمأنينةً وسعادةً ، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه.