النفس الإنسانية مليئة و محملة بالمشاعر و التناقضات التي يعجز البشر أنفسهم عن فهمها ، و من أعظم المميزات التي تميز الإنسان الشعور بالحب و القدرة على العمل من أجل ذلك الشعور النبيل الذي يعد من أنبل المشاعر التي وضعها الله سبحانه في الإنسان . و الحب بمفهومه الواسع ليس الحب بين ذكر و أنثى ، و إن كانت أولى قصص الحب التي عرفها الإنسان بين رجل و أنثى قد انتهت بخروج آدم و حواء من الجنة و نزولهما إلى الأرض ، إلا أن الغريزة البشرية دائماً ما تندفع ناحية هذا الإتجاه ، و هو ما يكون محبطاً في العديد من الحالات نظراً لأن البحث المستمر عن شريك الحياة في الغالب لا يكون ناجحاً من أول محاولة ، بل إن كثرة المحاولات و الفشل الذي يشهده الإنسان في تلك المحاولات هو ما يجعل فرحة الشعور بالأمان مع شريك الحياة أكثر قوة و استمرار .
و هناك مظاهر عديدة للحب و ما هى اسباب تدفع الشخص إلى الإنجذاب إلى شخص آخر ، قد يشعر أحدهم بالحب بسبب الجمال الخلقي ، و أخر قد ينجذب إلى الذكاء و اشخصية القوية ، و غيره لن يهتم إلا بالمشاعر الطيبة و الرحمة و الحنان في الشخص الذي يشعر بحبه . و مع ذلك فإنه في أغلب الأوقات لا يكون كافياً الشعور بتلك المشاعر النبيلة لكي توجد قصة حب نتنهي بالزواج و الحياة السعيدة ، إذ أن الطرف الآخر قد لا يكون مهتماً بكل بساطة أو يشعر بالعاطفة تجاه ثالث ، و هكذا هي طبائع الحياة .
و لكي يستطيع الإنسان أن يتخطى تلك الحالة التي تكون مؤلمة للغاية نفسياً و تسبب الكثير منالأذى لدى بعض الأشخاص و شعور حاد بالوحشة و الندم أو الظلم ، فإن عليه أن يتمسك ببضعة أشياء يحددها لنفسه و هو يعلم أنها من مواطن قوته ، و لا يستسلم للضعف داخله الذي قد يمنعه من ممارسة الحياة بصورة طبيعية بعد تلك الكبوة التي يرى أنه يمر بها ، و من أمثلة الأشياء التي يمكن للمرء أن يفعلها لكي يتخلص من تلك الحالة ، شغل أوقات الفراغ في ممارسة هواية أو رياضة يحبها ، و التعرف على أصدقاء جدد من نفس المستوى الفكري و العمري أو اكبر قليلاً ، لكي يستطيع الإنشغال و عدم النظر إلى ما فات بعين الحسرة ، مع التأكد من الإبتعاد عن صحبة السوء لأنها أخطر ما تكون في تلك المرحلة .