الحب من أسمى المشاعر الإنسانية التي يشعر بها الإنسان، وهي لغة عالمية يتعامل بها كل البشر والخليقة، فالناس سواسية في الحب.
قد يقتصر مفهوم وتعريف ومعنى الحب لدى بعض الناس عندما يسمعون هذه الكلمة على الحب والإعجاب المتبادل بين الشاب والفتاة، ولكن هذا غير صحيح. فالحب شعور رائع يشعر به جميع البشر، فحبي لوالديّ حب، وحب لإخوتي حب، وحبّي لأصدقائي حب، وحبّي لأهلي وأقاربي حبّي، وحبّي لأبنائي حب، وحبّي لزوجي أو زوجتي حب. ولذلك في بداية كلامنا علينا أن نعي أن الحب لا يقتصر فقط على - الحب بين الفتاة والشاب - .
لكون هذه المشاعر النبيلة مشاعر خفيّة يشعر بها الإنسان، عليه أن يحرص على أن يشعر من يحب بها. فمثلاّ؛ أنا أحب والديّ، فإن كنت أحبّهما علي أن أظهر لهما ذلك بأن أبرّهما، وأن أحرص على طاعتهما والتوّدد إليهما، وأن أحاول أن أفعل ما يحبان وما يجعلهما سعيدين. وإن كنت أحب إخوتي وأخواتي فإنّ صلة رحمي وزيارتهما، والوقوف معهم عند الحاجة، ومساعدتهم في كل ظروف حياتهم، وحرصي على علاقة طيبة معم هو تعبير لحبّي لهم.
كما أنّي أحب أصدقائي، وعندما أحبهم أعبر لهم عن حبّي بأن أعاملهم معاملة حسنة، وأن أساعدهم وأن معهم وقت الضيق، وأن أشاركهم أفراحهم وأتراحهم، فالصديق وقت الضيق، وإن صدق عليّ المثل فأنا أحب صديقي ومعيناً له.
وكذلك فإنّ حبّي لأهلي بزيارتهم ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم، ومساعدتهم وقت الحاجة. أمّا حبّي لأبنائي فإنّه حب سام وراق، تدفع فيه كلّ ما تملك من مشاعر وأحساسيس وقدرات للتعبير عن حبّك لأبنائك، فحرصك على تربيتهم تربية صالحة، وأن ينشأوا نشأة سوية، وحرصك على أن تعلّمهم تعليماً راقياً، وأن تغرس فيهم كل القيم والأخلاق السامية والرفيعة، وأن تزرع فيهم حب الدين والرسول وإتباع تعاليمه، فأنت تعبّر بذلك عن حبّك لهم.
أمّا حب الزوجة لزوجها فهو حب ذو طعم ورونق آخر، فإنّ الزوجة تحبّ زوجها وتعبر عن ذلك بحفظها لعرضها وصونها لبيتها، وتربيتها أبناءها تربية صالحة، وحرصها على بناء أسرة مثالية، وطاعتها لزوجها، وشعورها نحوه بالمودّة والحب والتعبير عن ذلك بمختلف أشكال الطرق ووسائل التي يحبّها زوجها، فهي بذلك حريصة على حبها له. أمّا حب الزوج لزوجته، فهو شعور رائع أيضاً، فالزوج يحبّ زوجته بالإخلاص لها، وحرصه على مشاعرها وإحترامه لها وتقديره لكل ما تفعله، وحرصه أيضاً على أن يوفر لها ولأبنائها كل ما تحتاجه، كلّ هذا يعتبر شكلاً من أشكال الحبّ.
والحب الأسمى في الكون، هو حبّك لله وللرسول الكريم حبيبنا - محمّد صلّى الله عليه وسلّم - ، ونعبّر عن حبّنا لله ولرسوله بإتباع تعاليم ديننا الحنيف، وحرصنا على أداء العبادات والفروض والنوافل على أكمل وجه، وحرصنا أيضاً على سنّة نبيّنا محمّد - صلّى الله عليه وسلّم - .