محمد بن القاسم الثقفي، هو ابن القاسم بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود بن عامر بن متعب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف، كان أحد قادة جيوش الفتح؛ وقام بفتح بلاد السند، وكان والده أحد الولاة على البصرة، ولد سنة 72 هـ بمدينة الطائف ونشأ بين الأمراء والقادة.
كان محمد بن القاسم يسمع كثيراً من القصص عن بلاد السند ولم تكن هذه البلاد غريبة على المسلمين، فقد قام المسلمون بالعديد من الغزوات عليها في عهد الخليفة عمر والخلفية عثمان رضي الله عنهما، وبعدما قامت الدولة الأموية على يد معاوية زاد اهتمام المسلمين ببلاد السند، ونجح الخليفة معاوية بفتح إقليم مهم ببلاد السند وسمّي بإقليم مكران، وحكمه مجموعة من الأمويون بعد فتحه وتسمّى بلاد السند حالياً بباكستان.
كانت بلاد السند هدفاً للفتوحات الإسلامية في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث قام بإرسال عامله عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه إلى البحرين وجيشاً بقيادة الحكم إلى ساحل الهند وحقّق خلالهم عدّة انتصارات؛ لكن قام بإلغاء الغزو خوفاً على المسلمين من بُعد الديار، ورأى أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه وأمر علي بن أبي طالب بعد توليه الخلافة بإرسال الحارثة بن مرّة إلى السند فغزا أطرافها وبقي هناك حتى استشهد.
فتح السند
في سنة 88 هـ كانت هناك سفينة عربية قادمة من الياقوت وعليها نساء مسلمات توفى أبوهن ولم يبقَ لهم شخصاً يرعاهم، فأرادوا السفر إلى العراق وسمح ملك السيلان لهم بالمرور، وساعدهم على ذلك بهدف التقرّب من العرب، وعندما وصلت السفينة بالقرب من البصرة خرج قراصنة من السند وقاموا بالاستلاء على السفينة؛ لكن الحجاج طلبوا من السند أن يأخذوا السفينة ويفرجوا عن النساء لكن ملك السند اعتذر عن ذلك وقال أنّه لا يمكنه التحكّم في اللصوص، فبعث الحجاج حملتين واحدة بقيادة عبيد بن نبهان والثانية بقيادة بديل البلجي وتم قتلهما على يد جنود السند، وكانت النساء مسجونات في سجن يسمى بالدبيل، وهنا قام الحجاج بإرسال جيش كبير لبلاد السند وقرروا فتح السند وكان محمد القاسم الثقفي هو من وقع عليه الاختيار لفتح السند، وكان قائد الجيش، فجهّز جيشاً كبيراً وقوياً كامل التجهيزات والمؤن حتى لا يتوقّفوا عن هدفهم، وتحرّك الجيش إلى مكران وفتحوا مدينة قنزيور وأرمانيل، وقام بتحصين مدن السند بخطة عسكريّة وكلّما مرّ في مدينة عمل على فتحها، وكان محمد القاسم يتميّز بشجاعته وذكائه، وبعد معركة طويلة تم فتح بلاد السند.
