الرعاف أو نزيف الأنف يُعد أمراً مزعجاً للإنسان إذ يحدث وأن تتأذّى الأوعيّة الدمويّة في الأنف مما يؤدّي إلى خروج الدّم منها ومن ثُمّ من خلال الأنف أو في بعض الحالات الأخرى من الفم . وبعض حالات الرعاف او النزيف الأنفيّ تكون بسيطة وتستمر لفترة قصيرة جداً وبعضها الآخر قد يكون خطيراً ويستمر النزيف فيها لفترات طويلة. والحالات التي يكون فيها نزف الأنف قويّاً وكثيفاً ومُتكرراً يستوجب مراجعة الطبيب لمعرفة السبب المُباشر لذلك. ويمكن اعتبار نزيف الأنف البسيط من الأمور الشائعة بين الناس.
يمكن تقسيم نزيف الأنف أو الرعاف إلى قسمين وهما نزيف الأنف الأماميّ ونزيف الأنف الخلفيّ. ونزيف الأنف الأماميّ هو النوع الأكثر انتشاراً من النوع الأخر الخلفيّ، ويبدأ النزيف هنا من القسم السفليّ للجدار الذي يفصل ما بين فتحة الأنف اليمنى وفتحة الأنف اليسرى وهذا الجدار يحتوي على الأوعيّة الدمويّة والتي تكون سهلة التأثر والانكسار مما يتسبب بزف الدّم منها من مقدمة الأنف ومن ثُمّ يخرج من إحدى الفتحتين. وأمّا النوع الثاني وهو نزيف الأنف الخلفي فهو يحدث عندما يتدفق الدّم وينزف بكثافة من الأوعيّة الدمويّة بحيث يتحرك إلى الخلف من الأنف وليس من مقدمته كما في النوع الأول ومن ثُمّ يخرج من الفم ومن الحلق، وهذا النوع نادر الحدوث.
وأمّا بالنسبة للما هى اسباب التي تؤدي لحدوث الرعاف أو نزيف الأنف فهي مُتعدّدة منها تعرف ما هو سلوكيّ ومنها تعرف ما هو بيئيّ ومنها تعرف ما هو عضويّ. فنزيف الأنف يكون شائعاً للأشخاص الذين يُعانون من تشوه في غضروف الأنف والحالات التي يكون هناك انحراف في الجدار أو الحاجز الأنفيّ الذي يفصل بين الفتحة اليمنى والفتحة اليسرى من الأنف. وكون أنّ الأوعيّة الدمويّة الموجودة في الأنف تكون سهلة الكسر فهي تكون سريعة التأثر لمختلف العوامل التي تؤدّي إلى ذلك ومنها التعرض لضربة على الأنف أو كسر الأنف أو حتى بأظافر الأصابع، وقد يزداد النزيف الأنفيّ في الحالات المناخيّة كتعرف ما هو الحال في الجو الجاف والحار في الصيف، وكذلك عند تشغيل أجهزة التدفئة المختلفة التي تجعل جو الغرفة جافّاً فهذه تتسبب في جفاف الأنف وبالتالي يسهل تكسر الأوعيّة الدمويّة ونزيف الدّم. وهناك بعض الحالات التي قد تؤثر في عملية نزيف الأنف كتللك التي تتسبب في العطاس القوي التمخط المستمر والقوي كحالات التحسّس والرشح والجفاف و الالتهابات، وكذلك الأدويّة المستخدمة لتمييع الدّم ومنع التجلط والأمراض الوراثيّة التي تتسبب بنزف الدّم.