يقوم الدم بوظيفة تبادل الأكسجين والمواد الغذائيّة والتخلّص من ثاني أكسيد الكربون والسموم بين خلايا الجسم المختلفة، وأيّ خلل يصيب الدم فإنّ قدرة الخلايا على القيام بوظائفها يصيبها الخلل، ممّا يسبّب الكثير من المشاكل وعيوب في الجسم، فكانت هذه العمليّة من أكثر الأمور المعقدة التي حاول العلماء إيجاد تفسير لها حتى تمّ التوصل إلى اكتشاف الدورة الدموية داخل الجسم.
تنقسم الدورة الدموية إلى: الدورة الدموية الصغرى، والدورة الدمويّة الكبرى؛ حيث إنّ لكل منهما وظيفتها الخاصّة بها، بالإضافة إلى أنّ مكتشف الدورة الدموية الصغرى ليس نفسه مكتشف الدورة الدموية الكبرى.
الدورة الدمويّة الصغرى
تقوم الدورة الدمويّة الصغرى بنقل الدم الّذي يحتوي على ثاني أكسيد الكربون من البطين الأيمن الموجود في القلب عن طريق الشرايين والأوعية الدموية إلى الرئتين، وتقوم الرئتان باستبدال ثاني أكسيد الكربون بالأكسجين، ويتمّ ذلك عن طريق اتحاد كريات الدم الحمراء مع جزيئات الأكسجين، ثمّ ينتقل الدم المحمّل بالأكسجين الّذي تحمله الأوردة الدموية إلى البطين الأيسر من القلب ليتمّ توزيعه على بقيّة أجزاء الجسم، وتكوين الدورة الدموية الكبرى، وتعتبر الدورة الدموية الصغرى من ضمن الجهاز الدوري الّذي يشمل على الأوعية الدموية والقلب.
ويعود الفضل في اكتشاف الدورة الدموية الصغرى إلى العالم المسلم والطبيب ابن النفيس، وهو أبو الحسن علاء الدين علي بن أبي الحزم القَرشي الدمشقي، والملقّب بابن النفيس، وقد اكتشف ابن النفيس الدورة الدموية الصغرى عام 1242 للميلاد، ممّا أحدث ثورةً في مجال الطب، ومن هنا ارتكز العلماء على تفسير الكثير من الظواهر المرتبطة بالجسم، ومحاولة اكتشاف الدورة الدموية الكبرى؛ حيث إنّهم في البداية كانوا يظنّون أنّ الكبد هو المسؤول عن تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الدم.
الدورة الدموية الكبرى
يتمّ في الدورة الدموية الكبرى عكس ما يتم في الدورة الدموية الصغرى؛ حيث إنّه يتم نقل الدم الذي يحتوي على الأكسجين القادم من الرئة إلى القلب عن طريق الشريان الأبهر إلى الأنسجة وجميع أجزاء الجسم ، وتعمل الأوعية الدموية والشرايين على امتصاص الأكسجين، ويتمّ أيضاً امتصاص الدم الّذي لا يحتوي على الأكسجين عن طريق الأوردة الصغيرة، ثمّ إلى الأوردة الكبيرة، وبعدها ينتقل إلى الوريدين الأجوفين الّذين ينقلان الدم إلى القلب، ويتمّ بعد ذلك تزويد الدم بالأكسجين عن طريق الرئتين، وهو ما يسمّى الدورة الدموية الصغرى.
وقد قام وليام هارفي باكتشاف الدورة الدموية الكبرى، وذلك بعد اكتشاف ابن النّفيس للدورة الدموية الصغرى، الأمر الّذي سهّل على وليام هارفي هذا الاكتشاف، وذلك في عام 1288 للميلاد؛ حيث إنّه بعد وفاته تم الاعتراف الحقيقي باكتشافه.
حيث أن عضلة القلب هي المضخة التي تعمل نقل الدم إلى جميع أنحاء وأجزاء الجسم عن طريق الشرايين التي يكون فيها الدم تحت ضغط شرياني كبير وأيضا عن طريق الأوردة.