سوريا
تقع سوريا في موقعٍ جغرافيّ يتميز بالتحرّك المستمر عبر أراضيها، حيث يتواجد فيها نهر يربط الشرق بالبحر الأبيض المتوسط وهو نهر العاصي، ولأهميّة المنطقة سكنها الكثير من الشعوب عبر الحقب المتتالية والمختلفة، ومن هذه الشعوب أفراد من بلاد الرافدين، ومصر، والشعوب الحثيّة، والآشوريون، والفرس، وأهل اليونان، والرومان، والعرب، والصليبيون في فترات الدولة الأيوبيّة والمملوكيّة، والعثمانيون الذين أقاموا إمبراطورية استمرت حتى عام 1924 ميلادي وقُدّرت مدة الحكم نصف قرن أو أكثر.
تدمر
عرفت تدمر بأسماء عدة ولكن تدمر هو أقدم اسم لها، وقد ظهر اسمها في المخطوطات البابلية وتعني بلد المقاومين باللغة العمونيّة، والبلد الذي لا يقهر باللغة الآراميّة، وهي من أحد المواقع المهة الأثريّة عالميًا، وتعرف باللغة اللاتينية باسم بالميرا " Palmyra "، وتقع على بعد 150 كيلومتر من نهر الفرات.
لهذا الموقع شهرة كبيرة اكتسبها عبر العصور والأزمنة ذلك من خلال الجمال الطبيعي الذي يتمتع به وينابيعه الشفّافة الزرقاء الكثيرة والجبال الشاهقة التي مازالت راسخة إلى الآن، وهذا الموقع بحكم تاريخه الاقتصادي والعسكري جعل منه موقعًا مميزًا في بادية الشام لا سيما أن هذا الموقع يخدم الدولة كثيرًا في مجال الحروب والسلم والأمان.
تتمتع لتدمر بالشوارع القديمة والتي هي على شكل مربعات قائمة حتى الآن، هذا إلى جانب الأعمدة وجدران المعابد والأزقة القديمة، وسلالم الأبنية، ويضاف إلى ذلك القبور وفكرة " القبو " هذا الذي يحمي الفرد في الشتاء والصيف من حرارة وبرودة الجو في مختلف الفصول.
الآثار
من الآثار المشهورة في تدمر والتي ما يزال بعضها قائماً حتى الآن، هي المعابد الهامّة مثل معبد بل والذي يعود بناؤه إلى القرن الأول الميلادي، ومعبد نبو ومعبد بعلشمين والذي يقع في الحي الشمالي من المدينة، ويعود للقرن الثاني الميلادي، ومعبد اللات الذي يقع في الحي الغربي من المدينة، ويعود إلى القرن الثاني الميلادي، ومعبد يلحمون ومناة، والحمامات والمسرح والشارع الطويل، والكنائس وهيكل الموتى وقلعة فخر الدين.
تختص تدمر بأبنيتها الأثرية الرّائعة والأعمدة الضخمة التي ما تزال قائمة كما ذكرنا، والتي ترتكز عليها الشوارع الكبيرة، وتختوي على القوس الضخم وعدد كبير من المدافن، وتدمر بنيت بطريقة الحماية حتى يبقى جزء منها تحت الرمال حتى لا يهدده أي عامل خطر أو عامل طبيعي مثل الزلالزل، وهذا ما جعل هذه الآثار بارزة للعيان إلى الآن، فلم تكن مدينة تدمر مدينة عاديّة إلّا أنها شكلّت مركزًا هامًا للمنطقة الواسعة والواقعة ما بين لبنان والفرات.