تعاقبت على الأرض حضاراتٌ بشريةٌ عدة، بعضها اندثرَت بالكامل ولم يبقَ لها أثرٌ يُذكر، وبعضها ما تزال شواهدها قائمةً حتى يومنا هذا، فالأماكن التي سكنها الإنسان يبقى لها أثرٌ بقدرِ بقائِهِ في تلكَ الأرض، وبقدر قوته وامتداده الزّمني. الحضارات البشريّة التي امتازت بالقوة والصلابة تركت بصماتٍ قويةٍ نتيجةً لبُنيانها الشامخ، والصُروح المُشيدة وتلكَ هيَ الآثار الباقية لها.
لعلّ الغالبية العُظمى من الحضارات في وطننا العربي لا تزال شواهدها قائمةً حتى اليوم، ونذكر في هذا المقال بعضاً من هذهِ الآثار الدالة على القُرون الخالية.
الآثار الباقية للقُرون الخالية
- آثار مدينة البتراء الأردنية: تَدلُ هذهِ الآثار الموجودة في مِنطقة البتراء جنوبي الأردن على حضارةِ الأنباطِ التي سكنتْ الأردن؛ حيث تمّ بناء هذهِ المدينة في عام 312 قبل الميلاد، وعملت ممكلةُ الأنباط على حفرِ الحجارة، وجعلوا لهُم مدينةً محميةً داخلَ جبال البتراء الشامخة، وأشهر آثار مدينة البتراء الموجودة إلى هذا اليوم هيَ الخزنة التي تقع وسط جِبالٍ مُغلقةٍ إلا من جهةِ السيق، وهوَ وادٍ بين جبيلن.
- آثارِ مدينةِ جرش: آثار جرش تَدلّ على حضارة الرومان، الذينَ تركوا فيها ما يُعرف بالمُدرّج الروماني؛ حيث كانت حضارتهُم تَشتهر بالمُدرّجات، والتي كانت تُقام عليها العُروض المسرحية والقتالية.
- آثار مدائنِ صالح: وتقع هذهِ الآثار في السعودية، وبالأخص في منطقة العلا، ومدائن صالح هيَ آثارُ قومِ ثمود، وتُسمّى كذلك بالحجر أو مدينة الحجر، حيث سُكنت هذهِ المدينة من قِبل قومِ ثمود في الألفية الثالثة قبل الميلاد، وبيوت هذهِ المدينة محفورةٌ في الحجر، وقد ذكرها الله تعالى في القُرآن الكريم، وذكرَ عذابَ قومها حينَ كفروا بالله تعالى ولَم يستجيبوا لدعوةِ نبيهِ صالح - عليهِ السلام -، وآثارُهم باقيةٌ تشهدُ عليهِم وقد خلوا من بعدها.
- آثار مصر القديمة: لعلّ من أكثر الآثار القائمة في مصر اليوم وتَدل على الحضارات والقُرون السابقة هيَ آثار الفراعنة الذينَ اشتهروا ببناء الأهرامات، وتنتشر الأهرامات بالأخص في منطقة الجيزة، ويوجد كذلك وادٍ للملوك الفراعنة، وكذلك معبد الكرنك، وكلّ هذهِ الشواهد والآثار تدل على وجود الفراعنة في تلكَ البلاد .
- آثار العراق وبلاد الرافدين: لعل من أشهر الآثار الدالة على من سكنَ بلاد الرافدين هيَ حدائق بابل المعلّقة، والتي بُنيت على شكلِ حدائقَ مُرتفعة البناء، قد يصل ارتفاع بناء بعضها إلى ما يُقارِب 100 متر، وهو ارتفاعٌ هائل، وبُدءِ في بناء هذهِ الحدائق في سنة 600 قبل الميلاد على وجه التقريب.
