أنعم الله عزوجل على كوكب الأرض بنعمة الحياة، فجعله الكوكب الوحيد الذي يصلح للحياة في في هذا الكون، لذا جعل فيه من الخواص التي تتوافر فيه ولا تتوافر في غيره من الكواكب، كوجود الماء على سطحه، وإحاطته بالغلاف الجوي لحمايته من الأشعة الشمسية الضارة، كما أن هذا الغلاف الجوي يحتوي على غاز الأكسجين الضروري لتنفس الكائنات الحية الموجودة على سطح هذا الكوكب، كما أن بعده المناسب عن الشمس جعل درجة حرارته معتدلة ومناسبة لعيش الكائنات عليه، لكن من أهم الأمور التي أوجدها جل وعلا على هذا الكوكب، هي الجاذبية الأرضية.
وتكمن أهمية وفائدة الجاذبية الأرضية بتثبيتها للأجسام على سطح الأرض، فهي التي تعمل على جذب الكائنات الحية والأشياء وجميع الأجسام وحتى المسطحات المائية الموجودة على سطح الأرض، وكذلك الأمر بالنسبة للغلاف الجوي الذي يغلف الأرض، فهو مثبت عليها بفعل الجاذبية الأرضية، فلولا الجاذبية لتطايرنا وتطاير كل شيء في الفضاء، ولتطايرت المياه وجميع غازات الغلاف الجوي في الفضاء الواسع إلى وجهة مجهولة، ولاستحالت الحياة على سطح الأرض. وبعد أن ذكرنا أهمية وفائدة الجاذبية الأرضية، بقي علينا معرفة تعرف على ما هى الجاذبية الأرضية؟ فالجاذبية الأرضية هي تلك القوة التي تمتلكها الكرة الأرضية والتي تمكنها من جذب جميع الأجسام الكائنات تجاهها، لتبقى ثابتة على سطحها دون أن تتطاير، وهي القوة المسؤولة عن إعطاء الأجسام الموجودة على سطح الأرض خاصية الوزن، والتي هي عبارة عن مقدار جذب الأرض للأجسام.
لكن في قديم الزمان لم تكن الجاذبية الأرضية معروفة لدى الناس، حيث أنّ أحداً لم يفكر في سبب وجود الأجسام على الأرض دون تطاير، إلى أن جاء ذلك اليوم الذي سقطت فيه التفاحة على رأس نيوتن بينما كان جالساً تحت شجرة التفاح، وكان سقوط هذه التفاحة الأمر الذي أثار فضوله وأيقظ في نفسه العديد من الأسئلة حول طريقة سقوط هذه التفاحة، لماذا سقطت هذه التفاحة هبوطاً إلى الأسفل ولم تصعد إلى أعلى؟، ولماذا سقطت بخط مستقيم دون أن تترنح يمنةً ويسرةً؟ مما جعله يحث الخطى دائماً للالبحث عن إجابات لأسئلته التي توصل إليها بعد أن أمضى 20 عاماً من عمره في البحث في مجال الجاذبية، ليتوصل في نهاية المطاف إلى وضع قانون الجذب العام والذي ينص على أن : " توجد قوة تجاذب بين أي جسمين في الكون، تتناسب طردياً مع حاصل ضرب كتلتيهما، وعكسياً مع مربع المسافة بينهما"، وكان ذلك القانون هو ما أحدث نقلة كبيرة جداً في قوانين الميكانيكا الكلاسيكية.
إسحق نيوتن، هو أحد أبرز العلماء على مر التاريخ، والذي ارتبط اسمه ارتباطاً وثيقاً بالجاذبية، وهو عالم إنجليزي اشتهر بدوره الكبير في مجالي الفيزياء والرياضيات، كما أن مساهماته كانت كبيرة في علوم الفلسفة، الفلك، الخيمياء، اللاهوت، ويعد من العلماء الذين تركوا بصمةً واضحة في علم البصريات، كما أنه تشارك مع غوتفريد لابينتز في وضع أسس التفاضل والتكامل، وكان قد نشر كتابه "الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية" لأول مرة عام 1687، ب ضمّ هذا الكتاب معظم مبادئ الميكانيكا الكلاسيكية، لذا كان نيوتن رمزاً هاماً من رموز الثورة العلمية.