جدول المحتويات
الخط العربي
الكتابة نشاط تربوي يفترق عن غيره من الأنشطة في كونه مهارة حركية، لا تأتي إلّا بالتدرّج والتحلّي بالصبر، والأناة، والمثابرة، وهذه المهارة لا تتحقّق إلّا من وجهين أساسيين من مستويات التواصل الإنساني هما: جمال الأداء، وجودة العبارة، فإذا أضيف إليهما ارتباط الخط العربي بالنص القرآني، وصيرورته الفن الأول لفناني الأمة الإسلامية، بانت مكانته وقيمته، وبرز اهتمام المربين بتدريسه على أنّه فن تراثي.
أنواع الخطوط العربية
الخطوط القديمة
- الخط الكوفي: يعدّ هذا الخط من أقدم الخطوط العربية، وسمّي بالكوفي نسبة إلى الكوفة التي نشأ فيها ومنها انتشر، ولقد كثرت أشكاله وتعدّدت صور حروفه لكثرة عناية الفانين به، حتى زادت عن سبعين نوعاً، ويمتاز بتشكيل حروفه وزخرفته وتعامد حروفه، ولا يعدّ هذا الخط من الخطوط التي يباري بها الخطاطون لاعتماد كتابة حروفه على المسطرة.
- خط الثلث: يعدّ هذا أساساً من الخطوط العربية ولذا أطلق عليه (الخط العربي)، ويرى النقّاد أنّ الخطّاط لا يعدّ خطاطاً إلّا إذا أجاده، ويعدّ ابن مقلة مبتكره، وسمّي بالثلث؛ لأنّ قطعته تساوي ثلث القطر الذي يكتب به، ويستخدم في تزين المتاحف الفنية، والمساجد، وعناوين الكتب.
- خط التعليق (الفارسي): ينسب إلى (الفرس)، ويعزى ابتداعه إلى الفنان الإيراني (مير علي تبريزي ت 919ه) ومن ميزاته :أنّه كخط الرقعة لا يقبل التشكيل ولا التركيب.
- الخط الديواني: هو مزيج من النسخ والثلث، وهو من إبداع الفنانين الأتراك، حيث استخدمه السلاطين في كتابة الأوامر وما يصدر عن الدواوين (الهاشمي 1982)، ويقال:إنّ موجده هو (شهلا باشا)، ويمتاز بليونته واستدارة حروفه وأنّه لا يحتمل التشكيل.
- خط الطغراء: وهو أرقى الفنون التزينية الجمالية المتّخذة من الخط العربي مادةّ لها، وكان للسلاطين العثمانيين الفضل الأكبر في ابتداعه، وقد استخدم في كتابة أسماء السلاطين، وعلى النقود، والبسملة، والشهادات، ويغلب على نماذجه شكل إبريق القهوة، ومن خصائصه الغموض وصعوبة القراءة إلّا على الخبير.
- خط الرقعة: وهو أسهل الخطوط، ابتدعه الخطّاطون الأتراك ليوحدوا خطوط الموظفين و الكتاب في الدولة، وهو مشتقّ من خط النسخ والثلث، ويقال :إنّ مخترعه (ممتاز بك)، ويمتاز بوضوحه، وقصر حروفه، وسهولته واختصاره.
- خط النسخ: هو خط عربي أصيل ويقال :إنّ أول من استخدممه علي بن أبي طالب (كرم الله وجه) ولكن الراجح أـ يكون (ابن مقلة) هو مبتدعه. وسمّي بالنسخ لاستخدامه في نسخ القرآن، وهو الخط المعتمدفي حروف الطباعة العربي، ويمتاز بتشكيل وامتداد حروفه.
- خط الإجازة: هو خط مزيج من الثلث والنسخ، وأول من كتب به يوسف الشجري وسمّاه (الرياسي)، وسمي بالإجازة لأنّ الشهادات للمتفوقين في الخط كانت تكتب به.
الخطوط الحديثة
- الرقعة المصري: ويرتكز على قواعد خط الرقعة، مع بعض التجوزات في رسم الألف، وامتداد بعض حروفه كالهاء المتطرفة، ويستخدم في كتابة الإعلانات.
- خط الحاسوب: استخدم حديثاً في كتابة الخطوط العريضة للصحف اليومية، كالنسخ العادي ويعتمد فيه الخطاط على المسطرة.
- الخط الحر: لا يلتزم فيه أية قاعدة بل يعتمد على الذوق الفني والتناسق ولا يتقنه إلاّ فنان موهوب ولا يستخدمه الخطاطون إلّا في الإعلانات.