الحياة
يَشعُر الكثير من الناس في مرحلةٍ من مراحل حياتهم بالضياع وعدم الأمان، وبِعدم القدرة في الحصول على السعادة والطمأنينة، فيبحث كلّ شخصٍ عن ما قد يجد فيه طمأنينةَ نفسه واستقرارها ليستطيع عيش حياته بسهولةٍ وبساطةٍ؛ فالحياة مليئة بالمصاعب والمتاعب، وفيها الكثير من التحدّيات التي تقف أمام الإنسان، وقد يمرّ بالكثير من محطات الفشل؛ فهناك بعض الأشخاص ممّن يستسلمون بسرعةٍ لمتاعب الحياة، فتصيبهم الكثير من الأمراض الجسديّة والنفسيّة، ولكن البعض منهم يقفون في وجه هذه الحياة ويسابقونها ليستطيعوا تحقيق ما يريدون، ولكن الخطوة الأولى في أيّ نجاح وتطوّر هي تحقيق الطمأنينة والسلام النّابع من داخل النفس لتصبح الدافع القويّ للتقدّم إلى الأمام.
طريقة تحقيق السلام مع النفس
يتمّ تحقيق السلام مع النفس عن طريق التقرّب إلى الله تعالى؛ فالله تعالى خالق البشريّة، ويعلم ما يدور في نفس كلّ إنسان على هذه الأرض، وعبادته وحده والتقرّب إليه هي الطريق الوحيد الذي قد يُهدّىء القلب ويبعد عنها زحام الأمور واضطراب الحياة، وهذا ما وَعَد الله تعالى به عباده المؤمنين؛ حيث إنّ الشخص عندما يبتعد عن الإيمان بالله فإنّه يخاف على حياته وعلى نفسه من القادم، كما أنّه يخاف على رزقه لأنه يعتقد أنه هو من يجلب الرزق لنفسه، وهذا الخوف يجلب معه عدم الاستقرار وفقدان الطمأنينة في النّفس.
يكون التقرّب إلى الله تعالى بالخشوع في الصلاة؛ فقد كان الرّسول محمد صلى الله عليه وسلّم عندما يطلب من بلال أن يرفع الأذان يقول له أرحنا بها يا بلال، كما أنّ كثرة الاستغفار والتسبيح وذكر الله تعالى، وقراءة القرآن الكريم والمشاركة في جلسات تذكر الله تعالى، ومساعدة الآخرين وخاصةً كبار السن والإحسان إلى الوالدين، والابتعاد عن المعاصي والآثام التي تورث الهمّ والكآبة في القلب والشعور بعدم الراحة وفقدان الطمانينة، كلّها تؤدي إلى تحقيق السّلام الداخلي.
قد يعتقد البعض من قليلي الحيلة والحكمة أنّ الطمأنينة والسلام النفسي يكون بالانبساط واتّباع رغبات النّفس والجسد من المُحرّمات التي حرّمها الله عز وجل، ولا يشعر بأنّ ما يحصل عليه الشخص عند الركض وراء الشهوات والملذات تعرف على ما هى إلّا دقائق معدودة من السعادة المؤقتة والزائفة، فمُجرّد أن يذهب مُسبّب اللذة يدخل الإنسان في جوٍ من عدم الاستقرار والكآبة.
إنّ الاسترخاء والابتعاد عن كثرة الأفكار وخاصةً السلبيّة منها قد تساعد في تَحقيق الطمأنينة، والابتعاد عن مُخالطة الناس السلبيين الذين قد يُثيرون في النفس المشاعر السلبيّة، فعندما يَجلس الشخص مع هذه النوعيات من الناس تُصبح مشاعره غير مستقرّة؛ لأن جو الجلسة يكون مشحوناً بطريقةٍ سلبية وبالتالي لا يستطيع أبداً أن يُحقّق الطمأنينة والسلام الداخلي.