فلسطين
تعتبر قضيّة فلسطين القضيّة المركزيّة والرّئيسيّة للأمّة العربيّة والإسلاميّة، فمنذ أن وطئت أقدام المُستعمرين هذه البلاد المباركة واليهود يحلُمون بإقامة دولة فيها يحقّقون من خلالها مآربهم في الأرض ويسعون في الأرض فسادًا وتفرقةً وفتنة، وقد تحقّقت لهم غايتهم في الاستيلاء على أرض الشّهد والعسل وأخذها من أهلها الأصليّين باستخدام الكثير من الوسائل ومنها تسخير المال لشراء الأراضي، والقيام بالمجازر المروّعة التي أرهبت المدنييّن وحملتهم على مغادرة أحيائهم ومُدنهم بحثًا عن الأمان، كما جنّدت الحركة الصّهيونيّة عصابات تخصّصت في تنفيذ عمليات السّطو والقتل وفي غضون سنوات قليلة وبسبب الدّعم الغربي للحركة الصّهيونيّة تَشكّل جيش نظامي بعتادٍ عسكري متفوّق تمكّن من هزيمة جيوش العرب مجتمعة في أكثر من حرب، فمتى بدأت حرب فلسطين؟
مقاومة الانتداب البريطاني
عندما بسط الانتداب البريطاني سيطَرَته على فلسطين في بداية القرن العشرين بدأ في التّفكير جدّيًا في إنشاء وطن لليهود في ديار المُسلمين حتّى يحقّق مصالحه وأهدافه الدّنيئة في بثّ الفرقة والتّشرذم في صفوف الأمة العربيّة والإسلاميّة، وفي سنة 1917 أصدر وزير خارجية بريطانيا وعدًا سُمّي بوعد بلفور المشؤوم نصّ على دعم فكرة إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وعندما أحسّ العرب والفلسطينيون تحديدًا بما بدأ يُحيكه البريطانيون من مؤامرات تهدف إلى زيادة عدد اليهود في فلسطين من خلال تشجيع الهجرة اليهوديّة إليها ودعمهم بالأموال التي يتمكّنون من خلالها من شراء الأراضي، بدأ الفلسطينين بتبنّي أفكار تدعو إلى النّضال العسكري ضد المستعمر البريطاني، وقد حدثت ثورات حقيقيّة بذل فيها العرب والمسلمون الكثير من الدّماء ومنها ثورة عز الدّين القسام وإخوانه سنة 1936 التي قدّمت مثالًا ونموذجًا في الرّفض الشّعبي لمخطّطات المستعمر البريطاني.
أوّل مواجهة عسكريّة حقيقيّة
في عام 1947 أصدرت الأمم المتحدة قراراً ينصّ على تقسيم فلسطين بين دولةٍ يهوديّة وأخرى فلسطينيّة، وبينما رحّبت الأوساط اليهوديّة بهذا القرار، رفضت الجامعة العربيّة القرار، وفي عام 1948 وبعد انسحاب البريطانيين أعلن اليهود إقامة دولتهم على أرض فلسطين، وقابلت الدّول العربية هذا القرار باستنفار جيوشها للمشاركة في أوّل مواجهة عسكريّة مع اليهود في فلسطين، وقد أسّست جامعة الدّول العربيّة جيش الإنقاذ الذي أخذ على عاتقه مهمّة استرداد المدن الفلسطينية من اليهود من خلال حشد المتطوّعين وتدريبهم على القتال.
نتيجة حرب فلسطين
لم تفلح الدّول العربيّة مجتمعة هزيمة الجيش الصّهيوني بفضل عوامل كثيرة؛ فالقرار العربيّ كان قرارًا متردّدًا في كثيرٍ من الأحيان وخاضعًا للضّغوطات الغربيّة، كما أنّ الجيش الصّهيوني تمكّن بفضل الدّعم الغربي من تشكيل جيشٍ نظامي تفوّق على الجيوش العربيّة واستطاع هزيمتها.