الشعر والنثر
الشعر والنثر كلامها من أنواع الأدب ولكن هناك اختلاف في طريقة كتابة كلِّ منهما، فعند إلقاء الشعر يشعر المُستمع بأن هناك نغماً موسيقياً يربط هذه الكلمات وعبارات ببعضها، إذن لا بُد من وجود تجانس في الألفاظ، وتكرار نفس الحروف في نهاية كل بيت، وهو ما يُعرف بالوزن والقافية، وسوف نُوضح الفرق بين الشِعر والنثر من خلال موضوعنا هذا.
الفرق بين الشِعر والنثر
يُقصد بوزن الشِعر، أن تكون أبيات القصيدة على وزنٍ واحد ينتمي إلى أحد بحور الشِعر، التي يبلغ عددها ستة عشر بحراً. أما القافية فتقوم على توازن الحروف وليس الأبيات، أي أنه يجب أن تكون جميع الأبيات تنتهي بنفس الحرف، وقد يقوم الشاعر بتكرار الحرف في كل شطرٍ من البيت وليس فقط في نهاية كل بيت، وهذه القوافي هي التي تُعطي الشِعر النغم الموسيقي الذي نشعر به عند سماعنا لقصيدة ما.
قد عُرف العرب قديماً بميزة إلقاء الشِعر، وقد كانوا يُلقون الشِعر في لقاءاتهم اليومية، حيث استُخدم الشِعر في المديح، والهِجاء، ورِثاء الموتى، ونظراً لأن العرب سابقاً كانوا يتحدثون اللغة العربية الأصيلة فلم يكن موضوع الشِعر صعباّ على أكثرهم، لذا نجد كتب التاريخ تزخر بعدد كبير من أسماء الشعراء القُدامى، أما في عصرِنا الحالي فإن الشِعر أصبح يقتصر على عدد مُعين من الأشخاص.
أما النثر فهو يختلف اختلافاً كُليا عن الشِعر، فالنَثر يُستخدم في كتابة القصص والروايات ومختلف أنواع النصوص الأدبية، التي لا تعتمد على وجود تناغم في الجُمل، وإن وُجد هذا التناغم بشكل بسيط في بعض النصوص فإنه لا يُشكل تغييراً على كون هذا النص نثراً، لأن النثر يعتمد على السرد وفقاً لفكرة أو أفكار مُعينة يُريد الكتاب إيصالها لقُراءه، وبالطبع فإن النثر لا يعتمد على القوافي والأوزان وبحور الشِعر، وكل ما يحتاجه هو لغة عربية مكتوبة بشكل سليم مع مراعاة قواعد اللغة العربية.
لكي ينجح الكاتب في موضوع النثر، يجب أن يكون لديه معرفة بأساليب الكتابة المختلفة، ففي القصص يهتم القارئ بتسلسل الأفكار التي تُؤدي في النهاية إلى فهم القصة ومغزاها، أما في حال كتابة تقرير صحفي مثلاً فإن الكاتب يعتمد على توضيح حقائق للقارئ مُعتمداً في ذلك على أدلة تُبرهن على صحة ما يكتبه، ولكُل كاتب أسلوبه في الكتابة فمنهم من يُحب الكتابة بلغة سهلة مع الحفاظ على اللغة العربية السليمة، ومنهم من يُحب إدخال بعض الأفكار الفلسفية لكتاباته واستخدام لُغة أكثر تعقيداً.