ديوان أبي تمام

أبو تمام وهو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي من جاسم من قرى حوران في جنوب سوريا، ولد عام 803 ميلادياً، كان من أب مسيحي، زار العديد من البلدان ومنها مصر، بغداد، خرسان، الحجاز، الموصل، بلاد الشام.

كان شاعراً مبدعاً يحب العلم والشعر، حيث برز بشعر المديح دوناً عن أنواع الشعر الأخرى، ومن أشهر من مدح به الخليفة المعتصم بمطولته البائية الشهيرة التي قيلت بعد فتخ حصن عمورية، كانت صفاته الشكلية المعروفة ببشرته السمراء وبطوله وبلسانه الفصيح، كان يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع، نشأ في مصر، وولي بريد الموصل، يقال بأنه كان حائكاً، أما أشهر تصانيفه فهي: فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، توفي أبو تمام عام 845 م في مدينة الموصل وقد تم دفنه فيها.

كان هدف ارتحاله إلى مصر هو طلب العلم، وكان يلتحق بحلقات العلم والأدب وغيرهم الكثير، وكان ذلك تحديداً في جامع عمرو بن العاص الذي يقع في الفسطاط، حتى بدأ بتعلم وتشرب ما يجب تشربه ليصبح بعد ذلك شاعراً متميزاً. قال البحتري عن أبي تمام: " لو رأيت أبا تمام لرأيت أكمل الناس عقلاً وأدباً وعلمت أن أقل شيء فيه شعره" وكما أسلفنا الذكر سابقاً فقد أحسن شعر المدح فأجزل له الأمراء والسادة العطايا.

ضمن التطورات التي حدثت في العصر العباسي هو قيام الشعراء بجمع قصائدهم وترتيبها حسب المعاني الشعرية لتشمل الأغراض المختلفة ضمن ما يعرف بالدواوين ومن أشهرها ديوان الحماسة لأبي تمام نسبة لأول أبوابه الذي عرف بباب الحماسة، إضافة إلى العديد من الأبواب الأخرى كالمراثي، والأدب، والنسيب، والهجاء، والأضياف والمديح، والصفات، والملح، ومذمة النساء.

إن ما صقل موهبة الشاعر أبي تمام هو الطور الذي رافق العصر الذي قد عاش به من تطور في العلوم المترجمة والفلسفة والحضارة. كما أن شعر أبي تمام يتميز بالأدلة العقلية والكنايات الخفية، وكذلك بعض الأبيات التي استوحيت من الأمثال والحكم.

قام الكثير بشرح ديوانه ومنهم شرح أبي محمد القاسم بن محمد الأصبهاني، الباهر في شرح ديوان الحماسة لأبي علي الفضل الطبرسي وغيرهم الكثير، أما أول من قام بجمع شعر أبي تمام وشرحه فهو أبو بكر الصولي.

ومن أكثر أبيات شعر أبي تمام شهرة هي:

نقل فؤادك حيث شئت من الهوى .... ما الحب إلا للحبيب الأول

كم منزل في الأرض يألفه الفتى .... وحنينه أبداً لأول منزل.