غريزة الإنسان وفضوله يدفعانه دوماً إلى التساؤل عن الأمور المحيطة به وطريقة حصولها، وهذا الفضول هو السبب الأساسي لتطورالعلم و التكنولوجيا ووصول العالم إلى هذه المرحلة المتقدمة وإلى هذا الكم الهائل من الاختراعات والاكتشافات. التطور في مجال الطيران كغيره من المجالات العلمية، كان بسبب فكرة ومحاولة أولى وفضول دفع أحدهم إلى القيام بتجربة طورَت من حياة البشرية.
في بداية القرن السادس الميلادي كان الناس في الصين يُقيّدون بطائرات ورقية كنوع من أنواع العقاب لهم، وفي القرن التاسع الميلادي قام العالم المسلم عباس بن فرناس بأول تجربة حقيقية للطيران عن طريق صنع أجنحة تشبه أجنحة الطيور، وهنا في هذا المقال سنوضح تجربته في الطيران.
عباس بن فرناس
هو عالم وشاعر وفيلسوف مسلم أندلسي، له العديد من الإنجازات في مجال الفلسفة، والكيمياء، والفيزياء، والرياضيات وغيرها، ولكن أكثر ما اشتهرَ به هو قيامه بمحاولة للطيران عن طريق محاكاة الطيور، حيثُ كسى نفسه بالريش ومدَّ له جناحين يشبهان أجنحة الطيور، وطار بهما في الجو لمسافة لا بأس بها، ثُم أثناء الهبوط تأذى في ظهره وهذه الإصابة منعته من إعادة التجربة مرة أخرى.
إقرأ أيضا : تفسير وتحليل حلم الطيران مع شخص
تجربة الطيران الأولى
قبل أن يقوم عباس بن فرناس بتجربة الطيران قام بالعديد من التجارب المختلفة والمتنوعة، حيثُ درس من خلالها ومن خلال نتائجها ثقل الأجسام ومقاومة الهواء لها وتأثر ضغط الهواء عليها وخواص الأجسام المختلفة.
بعدَ ذلك أعلن للناس عن التجربة التي سيقوم بها، فتجمعَ الناس في مدينة قرطبة لرؤية هذا العمل الغريب والأول من نوعه، فصعدَ عباس بن فرناس إلى أحد المرتفعات وقام بتحريك جناحيه، ثُم قفَزَ في الهواء أمام أعين المشاهدين، وحلق لمسافة بعيدة عن المكان الذي انطلق منه وعندَ الهبوط قام بإيذاء ظهره، لأنه نسيَ أن يقوم بوضع ذيل ضمن تصميمه، حيثُ إن الطيور عندما تهبط يتوزع ثقل جسمها في منطقة الذيل فلا تتأذى.
بعد هذه التجربة الأولى للعالم الأندلسي، فتح المجال للعديد من التجارب والأفكار الأخرى، حيثُ قام ليوناردو دافنشي بعدها في القرن الخامس عشر بعمل العديد من التصاميم، والرسومات لأجهزة ميكانيكية مختلفة ومنوعة، ولكنه لم يقم بأية محاولة فعلية للطيران وتوالت بعدها الاختراعات والمحاولات في أوروبا.
