البوصلة
يعمد المسلم إلى استخدام البوصلة؛ لتحديد القبلة عندما يكون في مكان لم يسبق له معرفة القبلة به واتجاهها، فعندما تتقطّع السُبل بالإنسان وقد دخل وقت الصلاة عليه أن يعتمد على طريقتين؛ إمّا عن طريق الشمس، أو باستخدام البوصلة. كان العرب الأوائل أوّل من اخترع البوصلة؛ لمساعدتهم في تحديد الاتجاهات ليس فقط في الأمور الدينية.
كان أول من اخترع البوصلة البحّارة القدماء؛ لتساعدهم في تحديد المواقع، والأهداف، والاتجاهات في عرض البحر، وكانوا قبل ذلك يعمدون إلى رؤية المعالم، وملاحظتها للقيام بتحديد الاتجاهات، وبعد اختراع هذه الأداة تمكنوّا من تحديد الجهات وفقاً للحالة الجويّة، ممّا ساعد البحارة على المضي قدماً بالإبحار إلى أراضٍ بعيدة، بغية التجارة البحريّة والاكتشافات.
تُعرف البوصلة بأنّها عبارة عن أداة ملاحيّة، أو جهاز مغناطيسي حسّاس، واختُرعت لتحديد الاتجاه بالنسبة إلى قطبي الأرض (شمال وجنوب)، ولتكون عبارةً عن مؤشر ممغنط، يتحّرك وفقاً للحقل المغناطيسي في أرض المنطقة المقصودة، وتعمل البوصلة على توفير الأمان للمسافر عبر المحيطات؛ إذ تستخدم لحساب الرأسية بالتزامن مع آلة السدس؛ وذلك لحساب خطوط العرض.
مبدأ عملها
تتكّون البوصلة من دائرة مرّقمة ومدرّجة بالكامل؛ إذ ترمز كلّ درجة إلى رمز دولة ما، وتعمل البوصلة -نظراً لأنّها جهاز مغناطيسي- على مبدأ تسليط وجه البوصلة للضوء على النقاط الرئيسية الموجودة في الجهات الأربعة (شمال، وجنوب، وشرق، وغرب)، لذلك فإنّ المؤشر الموجود في البوصلة يشير إلى اتجاه شمال القطب المغناطيسي للغلاف المغناطيسي للأرض.
ومن الجدير ذكره أنّ صناعة البوصلة تتطلّب جهازاً مفرداً من الشريط الممغنط، أو إبرة تحوّل بحريّة بناءً على المحور، وتتحرّك الإبرة لتحديد الاتجاه في السائل الموجود داخل البوصلة، وحسب حركة المؤشر يتمّ تحديد الاتجاهات.
أنواعها
- البوصلة الجيروسكوبية (astrocompass): هي البوصلة التي تُستخدم على الجهة الشمالية الحقيقية، ولا يمكن أن تؤثر بها خطوط المجال المغناطيسي، أو دوائر الطاقة الكهربائية القريبة، أو كتل المعادن الحديدية.
- البوصلة الإلكترونية.
- البوصلة الجيروسكوبية البصرية: وهي البوصلة التي تعتمد على تحديد الاتجاهات المغناطيسية دون أن تتأثّر أجزاؤها المتحركة، وتستخدم بشكل أكبر في أجهزة استقبال الـGPS.
- البوصلة الجافة.
- البوصلة الموضوعة Bearing Compass.
- البوصلة السائلة.
اتجاه القبلة في البوصلة
استخدم المسلمون البوصلة في العهد الإسلامي؛ لتحديد القبلة، وقد بلغت ذروة استخدامها وتطوّرها في الحضارة الإسلامية؛ ففي مجال تحديد القبلة تنجذب الإبرة المغناطيسية الموجودة في البوصلة بسهولة لمركز الجذب المغناطيسي العالي في الأرض وهو الكعبة المشرفة؛ أي إنّ الإبرة المغناطيسية ستتّجه نحو الكعبة المشرّفة، لذلك على المسلم الذي يريد تحديد اتجاه القبلة (قبلة المسلمين) أن يضع البوصلة في اى مكان وتلقائياً تتجّه الإبرة باتجاه القبلة؛ لأنّها مركز الجذب المغناطيسي للأرض.
ونشير إلى أنّه لتحديد الاتجاه بشكل دقيق، يجب وضع البوصلة بساحة فارغة، أو خارج المنزل؛ للتّأكد من الحصول على القراءة الصحيحة، وعدم تأثّرها بالحديد، أو كلّ ما ينجذب له المغناطيس، ويوجد سهم على سطح البوصلة يتجّه باتجاه الكعبة وهو الشمال وفقاً للمعايير التي صنعت عليها البوصلة، ومن المفضل العمل على تحريك البوصلة باتجاه الشمس، وعلى العكس من عقارب الساعة، وتثبّت البوصلة في اليد، عندها ستتحرّك الإبرة فوراً باتجاه الشمال نحو اتجاه الكعبة المشرّفة، وهذا هو المراد.