الحق في فلسطين
في ظلّ الصّراع المحتدم حالياً بين معسكر الحقّ الذي يمثّله أهل فلسطين الصّامدون ومعسكر الظّلم والباطل الذي يمثّله اليهود والصّهاينة تبرز الحاجة إلى معرفة حقيقة هذا الصّراع، ومن هو الأولى بهذا الأرض المقدّسة التي باركها الله تعالى، وجعل فيها المسجد الأقصى المبارك الذي هو أحد المساجد التي تشدّ الرّحال إليها وأولى القبلتين التي كان المسلمون يتوجّهون إليها في صلاتهم، كما تبرز الحاجة إلى معرفة أصول أهل فلسطين التّاريخية وكيف قدموا إلى تلك البلاد.
نبذة عن تاريخ الشعوب والحضارات في فلسطين
ظلّت بلاد فلسطين والشّام عموماً ولسنين طويلة محطّ أنظار الحضارات والدّول المختلفة، فقد كانت أرض الشّهد والعسل التي يأوي إليها النّاس ويستوطنون فيها لوجود الكثير من الخيرات فيها، ولقد قدم إلى هذه البلاد في الألف الثّالثة قبل الميلاد قومٌ يرجعون في نسبهم إلى سام بنو نوح وهم الكنعانيون، وقيل إنّهم قدموا من الجزيرة العربيّة، ويطلق على الكنعانيين أيضاً العماليق، ويطلق على حكامهم لقب النّماريد، ويقال كذلك إنّ اليبوسيّون هم قبائل كنعانيّة هاجرت أيضاً واستوطنت فلسطين.
كانت سيطرة الكنعانيين تمتدّ من سواحل الجزيرة العربيّة إلى جنوب سوريا وفلسطين، وتدلّ على ذلك الآثار الكنعانيّة التي وجدت في الجزيرة العربيّة وفلسطين، ومن المؤرّخين من يرجّح أنّ وجود الكنعانيّين في فلسطين هو أسبق من وجودهم في الجزيرة العربيّة لأنّ الآثار التّاريخيّة في الشّام هي أقدم من التي في الجزيرة العربيّة، وقد بقي الكنعانيون في فلسطين وحكموها حتّى جاء بنو إسرائيل بقيادة نبي الله داود عليه السّلام فهزموهم وحكموا تلك البلاد، وقد رحل بعض الكنعانيّين عن هذه البلاد وبقي آخرون في ظلّ حكم بني إسرائيل .
هناك مقولات تاريخيّة عن أصول أهل فلسطين تؤكّد قدوم أفواج من الشّعوب الأرمنيّة والرّوميّة من سواحل إيجة وجزيرة تكريت واستيطانهم تلك البلاد جنباً إلى جنب مع الكنعانيّين، وقيل كذلك إنّهم قدموا من تلك المناطق وسكنوا في مدينة تسمى فلستينا؛ حيث يعود أصل تسمية فلسطين كما تؤكّد الرّوايات التّاريخيّة إلى أنّ العرب كذلك قدموا ورحل كثيرٌ منهم إلى فلسطين وعاشوا فيها، وتعود أصولهم إلى القبائل العدنانية المضريّة أو القحطانية اليمنيّة .
أحقية أهل فلسطين بهذه البلاد
إنّ الوجود العربي في فلسطين يسبق اليهودي فيها هذا من ناحية الوجود الجغرافي؛ فأصل أهل فلسطين كما أسلفنا يؤكّد ذلك، أمّا من النّاحية الشّرعيّة فأولى النّاس بهذه الأرض المباركة هم المسلمون المتّبعون لدين الحقّ، أمّا اليهود فقد كتبت لهم هذه الأرض المقدّسة عندما كانوا مؤمنين بنبيّهم موسى ودينهم، أمّا بعد بعثة النّبي عليه الصّلاة والسّلام وجحود اليهود لرسالته ورفضهم الإيمان بدين الله تعالى فقد أصبحت تلك الدّيار المقدسة ملكًا للمسلمين وهم ورثتها الشّرعيون وأولى بها من غيرهم.