تعرف إدارة المعرفة على أنها الأدوات و التقنيات المتخصصة بالإضافة إلى الموارد البشرية و التي تستخدم في عملية تطوير و تحسين و إدارة المعرفة في اى مؤسسة معرفية، و الهدف الرئيسي من هذه العملية الهامة جداً هو تسهيل اتخاذ القرار في المؤسسات المتعددة. يمكن اعتبار إدارة المعرفة في الوقت على الحالي على أنها ذاك العلم المنفصل و المستقل، و يدخل ضمن هذا العنوان العريض التخصصات الجامعية المختلفة و المتنوعة مثل إدارة الأعمال و نظم المعلومات و إدارة المكتبات والمعلوماتية والإدارة العامة وغيرها العديد من المجالات والتخصصات المتنوعة، أما في الآونة الأخيرة فقد تطورت المجالات التي تلزم إدارة المعرفة مثل العلوم المختلفة وبأنواعها المتعددة لدرجة أصبحت بعض الجامعات العالمية تطرح تخصصات بدرجة الماجستير بعنوان إدارة المعرفة وذلك لمختلف أصناف التخصصات العلمية.
هناك العديد من الحوافز والأمور التي تغري المؤسسات بأنواعها المختلفة على اتباع منهج إدارة المعرفة بشكل كبير، حيث أن إدارة المعرفة تتيح وبشكل كبير زيادة محتوى المعرفة كما أنها تعمل على تطوير المنتجات وتحسين أدائها، هذا وتستغل إدارة المعرفة كافة الخبرات المتاحة في المؤسسة أو في المنظمة، بالإضافة إلى أنها تعمل على زيادة الاتصال ما بين الأفراد، هذا وتساعدهم على التعامل مع رأس المال البشري والفكري.
من أهم وأبرز أبعاد عملية إدارة المعرفة، البعد التقني، مثل عمليات البحث على الشبكة العنكبوتية، وقواعد البيانات وما إلى ذلك من أمور، كما أن هناك البعد اللوجستي المعرفي والذي يعبر عن طريقة اكتساب المعرفة والحصول عليها، والقيام بتخزينها وتعزيزها ونشرها بين الناس وبالتالي مضاعفتها بشكل كبير والقدرة على إعادة توظيفها واستخدمها مرة أخرى وأخيراً هناك البعد الاجتماعي، والذي يهتم بعملية تقاسم المعرفة بين الناس وبناء الأفراد القادرين والمؤهلين على إدارة المعرفة والتعامل معها وبشكل كبير جداً مما يتيح ويسهل عملية الاستفادة من المعرفة بشكل أكبر وإعادة الاستفادة منها مرة أخرى.
لقد بات عدم الاهتمام بالمعرفة وعدم القدرة على التعامل السليم معها وإدارتها بالشكل الصحيح والطريقة الصحيحة من أهم الأمور التي تشكل مشكلة كبيرة تقف عائقاً في طريق تقدم المؤسسة وتطروها خاصة في ظل الاعتماد الكبير على التقنيات والمعارف في تسيير الأعمال المختلفة والمتنوعة. لهذا وجب على المؤسسات جميعها إيلاء الاهتمام اللازم لهذا المجال لما فيه من خير وفير على تقدم المؤسسة بشكل فردي وعلى زيادة تواصل المؤسسات مع بعضها البعض وبالتالي انتقال المعرفة والخبرة بين بعضهم البعض.