الزكاة في اللغة هي الطهارة والنماء والزيادة، واصطلاحاً هي مقدار مخصوص في مال مخصوص لطائفة مخصوصة، أي أن لها حداً يجِب احتسابها عنده، كما أنه لها مبلغٌ يجب احتسابه؛ وطوائفٌ محددة تستفيد من هذه الزكاة يجب دفعها لهم. والزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، وحكمها الوجوب على كل من بلغ ماله النِّصاب، ومن ينكر وجوبها فقد كفر كُفراً أكبر. أما زكاة الفطر فتختلف في معناها ومن تجب عليه عن الزكاة، فتعريف ومعنى زكاة الفطر هي صدقة مُقدَّرة عن كلِّ مسلم قبل صلاة عيد الفِطر في مصارف معيَّنة، فزكاة الفطر تُدفعُ مرة واحدة في العام، وهي واجبة على كل من لديه قوته وقوت عائلته لأول أيام عيد الفطر السعيد وليلته، وهي مفروضة على الأشخاص وليس على الأموال، فلا يهم مقدار مال الشخص ولا نوعه، ولكن تجب على عدد أفراد الأسرة بما يُعادل مقدار صاعٍ من بُر أو شعير أو أرز ونحوهم.
فُرِضت زكاة الفطر في السنة الثانية للهجرة، وهي نفس السنة التي فُرِض فيها الصيام على المسلمين، وتم فرضها في اليوم الثامن والعشرون (28) من شهر رمضان المُبارك في تلك السنة. والزكاة في تعريفها هي الطهارة؛ فزكاة الفطر تطهِّر الصائم من اللغو والنسيان والرفث الذين يمكن أن يكون قد أصابهم وهو صائم، فأتت هذه الزكاة تطهيراً لصِيامه وتكميلاً لما نقص منه. وقد سُمِّيت بزكاة الفطر؛ لأنها تُدفع بعد آخر يومٍ في شهر رمضان وقبل أداء صلاة العيد، فهي تُخرج في ليلة عيد الفطر وهي الليلة التي يُفطِر فيها الصائمون؛ وبها ينقضي شهر الصوم، وكذلك يُطلقُ عليها صدقة عيد الفطر.
إنّ لإخراج زكاة الفطر وقتٌ محدّد لا يجوز تجاوزه ولا استباقه، فهي تجب قبل صلاة عيد الفطر بيومٍ أو يومين على الأكثر، أما إن خرجت قبل هذه الفترة فهي ليس زكاة فطر؛ وكذلك إن خرجت بعد صلاة العيد، فهي تعتبر صدقة من الصدقات كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف (من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعدها فهي صدقة من الصدقات)؛ ويكون الأجر قد فات من نسيها أو أهملها. وهي تجب على ربِّ الأسرة عن كل من يُعيلهم من زوجة وأبناء، أمّا إن كان عنده أبناء يستطيعون إعالة أنفسهم؛ فيجب عليهم إخراج الزكاة منهم، وتجب الزكاة عن البنات غير المتزوجات حتى وإن كانوا يعملون ويُعيلون أنفسهم، كما يُستحبُّ إخراجها عن الجنين في رحم أمه، أما إخراجها عن الميت فهي صدقة عنه وليست زكاة فطر على الإطلاق.
