).
فأكرمَ اللهُ عباده المؤمنين بدخولِ الجنةِ يومَ الحسابِ يومَ لا ينفعُ لا مالٌ و لا بنون إلا من آتى الله بقلبٍ سليم ، وأتى بالأعمالِ الصالحةِ ، و تعِب في دنياه في مجاهدة نفسه و ترك ما يهوى لأجل من يخشى ( الله ) سبحانه و تعالى .
و نعيمُ الجنةِ الذي أعّده الله تعالى للمؤمنين لا يُعدُّ ولا يحصى ، من قصورٍ و مساكن من ذهبٍ ، من أشجار و ثمار مختلفة الطعم و الشكل ، قال تعالى : ?وَتِلْكَ الجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ? ، و الشراب المتنوع فيها ، و الأنهار من العسل ، واللبن ، والخمر الذي لا يُذهب العقل ، بل خمر الجنة جميلة صافية ، قال تعالى : (يطاف عليهم بكأس من معين * بيضاء لذة للشاربين * لا فيها غولٌ ولا هم عنها ينزفون ) .
كما يلبسون فيها الحرير و حليهم من الذهب ، متكئين أي جالسين على صفة التربيع ، على فرش بطائنها من استبرق ( الذهب ) .
) ، وطعام الجنة يختلف كل الإختلاف عن طعام أهل الدنيا ، فهو أشهى و أطهر و اجمل وافضل و لا يوجد إلا في الجنة .
فإذا اشتهى المؤمن شيئاً من الجنة ، بمجرد تفكيره بأنه اشتهى نوعاً معيناً ، تأتي هذه الثمار له و هو جالسٌ في مكانه ، فلا يسعى إلى أن يقطفها أو يتعب ليحصل عليها كما في الدُنيا يلزمك العمل و المال لشراء ما تحتاج ، بل الجنة عكس ذلك ، يقول الله تعالى : ? وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا ? . و الطعام الرئيسي في الجنة هو الثمار و اللحوم ، لأن الإنسان أكثر ما يسعى له في الدُنيا من الطعام هو الثمار والفاكهة واللحوم ، فيقول الله تعالى : ( وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ? ، و ( وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ? . ومن ميزات هذه الثمار في الجنة أن لكل ثمرة وفاكهة منها نوعين اثنين ، ( فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ ? .
نعيم الجنة لا يُعد و لا يُحصَى ، و كرمُ الله لعباده المؤمنين في الجنة لا ينتهي ، فاسعَ في دنياك إلى الجنة ، جاهدْ نفسك ، ذكّرْ نفسك بأن الجنة غاليةٌ جداً و لا تعوّض بزيف الدُنيا الفاني .