البحث عن رعاية المسنين

البحث عن رعاية المسنين

المسنون وعلم الشيخوخة

من المعروف أنّ الإنسان يمرّ بمراحل مختلفة خلال حياته كلها، فهو يبدأ صغيراً ثم ينمو شيئاً فشيئاً حتى يصير شاباً، ويستمرّ بالنمو أكثر فأكثر إلى أن يصير مسناً طاعناً في السن. والإنسان بعد مروره بمرحلة الشباب، وبعد أن يجتاز منتصف العمر تقريباً، تبدأ وظائفه، وقدراته بالتراجع التدريجي شيئاً فشيئاً، إلى أن تتدنى إلى أدنى مستوياتها بشكل كبير جداً، وهذا التدني في القدرات الجسمانيّة والعقلية يجعل الإنسان الطاعن في السنّ بحاجة إلى عناية من نوع خاص، فهو علاوة على تدني قدراته الجسمانية يمرّ بحالة نفسية صعبة، حيث يشعر أنّه غريب في العالم الذي يعيش فيه، وأنّه موجود في زمان غير الزمان الذي كان فيه قويّاً، قادراً على فعل المعجزات.


كنوع من أنواع رعاية المسنين ظهر ما يعرف بعلم الشيخوخة، أو طبّ المسنين، وهو أحد أفرع العلوم الطبيّة التي تهتمّ بكبار السن، حيث يهدف هذا العلم إلى دراسة صحة كبار السن، والعناية بهم، ومحاولة إيجاد حلول وعلاجات لمختلف الأمراض التي تصيبهم، والتي تؤثر عليهم في مرحلة الشيخوخة. وقد كان علم الشيخوخة تابعاً فيما مضى لفرع الأمراض الباطنية، إلى أنه صار علماً مستقلاً بذاته فيما بعد.


احتياجات المسنين

تتنوع احتياجات المسنين وتختلف ضمن أربعة أصناف رئيسية هي: الاحتياجات الاقتصاديّة، والصحيّة، والنفسيّة، والاجتماعيّة، فمن ضمن أبرز الاحتياجات الاقتصادية للمسن أن يكون قادراً على الإنفاق على نفسه، فهو شخص غير قادر على العمل وكسب الأموال، لهذا فقد ظهرت الأنظمة التي توفر رواتب ثابتة لكبار السن تحفظ لهم كرامتهم، وتمنعهم من سؤال الناس، كما يحتاج المسنّ إلى احتياجات طبيّة كونه إنسان كثير الأمراض والاعتلالات، ومن هنا ظهر أيضاً مفهوم وتعريف ومعنى التأمين الصحي لكبار السن الذي يعالج هذه الفئة من الناس على حساب الدولة، أو جهة التأمين بشكل يضمن أيضاً كرامة المسن، ويحافظ على صحته ضمن مستويات جيدة.


أمّا الاحتياجات النفسيّة والاجتماعيّة فهما من أهمّ احتياجات المسنّين، وهما أيضاً يصبان في بعضهما البعض، فنفسيّة المسنّ تتحسّن قطعاً حينما يشعر أنّ قيمته لا زالت موجودة من قبل من يحيطون به، خاصّة من أبنائه، لهذا فقد حثّت الشرائع السماوية الإلهية على أهمية وفائدة برّ الوالدين خاصة عند كبرهما، ذلك أن هذا البر يعمل على التخفيف وانقاص من شعورهم بالوحدة، ويرفع من شأنهم بين الناس، وهو من أعظم الأعمال وأهمّها عند الله تعالى.


لقد ظهرت ما تعرف بدور رعاية المسنين والتي من المفترض أنّها للمسنين الذين لا يوجد من يعيلهم؛ أي الذين لم ينجبوا، أو الذين توفي عنهم أولادهم، وصاروا وحيدين في هذا العالم، إلا أنّ هذه الدور وللأسف الشديد تؤوي أشخاصاً كباراً في السن، وقد يكونون كباراً في القيمة أيضاً، أبى أبناؤهم أن يدخلوا الجنة بعنايتهم بهم، فألقوهم في هذه الدور التي تزيد من أوضاع المسنين سوءاً، والتي تدخل إلى نفوسهم دفعة واحدة أنهم صاروا عديمي القيمة.

مشاركة المقال
x
اغلاق

مذكرات يوميه - نوع غشاء البكاره - الحروف الابجدية - كلام رومانسي - شهر 12 - كلام عن الام - خواطر حب - صفحات القرآن - الجري السريع - محيط المستطيل - كلام جميل عن الحب - كلمات عن الام - كلام في الحب - عبارات تهاني - كلام حب و عشق - طرق إثارة - دعاء للمريض - كلام حلو - الحروف العربية - قناة السويس - العشق - دعاء للميت - محيط المثلث - ادعية رمضان - أعرف نوع الجنين - كلام جميل