بظهور الجامعات اليوم التي تحتوي على العديد من التخصصات التي تؤهل الأفراد والطلاب للدخول فيما بعد إلى عالم العمل والمجتمع مؤهلا للعمل مع المجتمع في التخصص الذي قام بدراسته والاطلاع عليه، كان لا بد من تحديد تقييم واضح للطلبة في نفس التخصص فتدرج مصطلح التقييم فكان في الماضي عند الجامعات العربية الأولى في بغداد قبل 600 عام تقريبا التقييم يتم عن طريق المعلم الذي يشرف على الطلاب وبالتالي اعطاءه تقييم مبني على تفاعل طالبه معه في القضية التي يدرسها وقدرته الفكرية على العمل عليها وطريقة ادارته لها.
في الجامعات الحديثة والتي تتبع النظام الجامعي الموجود اليوم في جامعات العالم والذي يعمل على حساب التقدم الأكاديمي داخل الجامعة باستخدام مفهوم وتعريف ومعنى الساعات الأكاديمية ونتيجة تلكم الساعات وتأثيرها على المعدل الكلي وهو ما يسمى المعدل التراكمي، وهناك معدل ايضا يعمل على زيادة قدرة قياس المفاهيم والأداء في الجامعة يسمى المعدل الفصلي الخاص بكل فصل من الفصول التي يمتحن فيها الطالب في عبئه الأكاديمي الخاص به.
ولحساب المعدل الفصلي في الدراسة الجامعية يمكن العمل على حسابه عن طريق أخذ كل درجة مرصودة لكل مساق وضربها في عدد الساعات الخاصة به والحصول على الدرجة الكلية بعد الضرب في عدد ساعات المساق وقسمتها على العدد الكلي للساعات المخصصة للعبء الدراسي الخاص بكل فرد على حدة على الصفحة الخاصة بالتسجيل، وبذلك نستطيع الحصول على المعدل الفصلي الخاص بكل فصل على حدة، أما المعدل التراكمي فيمكن الحصول عليه بنفس الطريقة ولكن يتم الأمر عن طريق أخذ الدرجات المرصودة لكل مساق منذ بداية الالتحاق بالدراسة الأكاديمية وحتى آخر فصل تم تقديمه وضرب كل درجة من الدرجات في عدد ساعات المساق الخاص بها ثم جمع جميع تلك القيم وقسمتها على عدد الساعات التي تم دراستها في الجامعة ليحصل على المعدل التراكمي الخاص به حتى آخر فصل قام بدراسته، وإذا كان قد أنهى جميع المساقات الخاصة بدراسة المتطلب الذي يتخصص به في الجامعة يكون المعدل التراكمي معبرا عن المعدل التراكمي الخاص بالدراسة ككل في الجامعة وفي ذلك المتطلب.
فعليا المعدل التراكمي يقل تأثيره مع التقدم في الدراسة وزيادة عدد الساعات التي تم دراستها وذلك بسبب زيادة القيمة الخاص بعدد الساعات في مقام العملية الحسابية مما يجعل عمليا التأثر في المعدل ينحى العلاقة العكسية فهو يجعل الأمر أقل تأثيرا بتلك الزيادة، ولكن على نفس الأمر فإن عملية رفع المعدل أو تخفيضه فيما بعد ستكون عملية صعبة نوعا ما؛ لانه وكما يطلق عليه من تسميته المعدل التراكمي أي يتزايد تراكميا منذ بداية الدراسة وحتى نهايتها، وذلك يعني أننا نستطيع رفع المعدل في حالة واحدة فقط وهي إعادة دراسة مساق تم دراسته فيما سبق وكان الدرجة المرصودة فيه ضعيفة للغاية.