عباس العقاد
هو عباس محمود العقاد، ولد في 28 حزيران (يونيو) عام 1889م، في مصر، بمدينة أسوان، ودرس المرحلة الابتدائية فيها، وكان يذهب مع والده إلى أحد علماء الأزهر، ويدعى الشيخ أحمد الجداوي، وكان مجلسه من مجالس العلم، والأدب، مما شجع العقاد على محبة القراءة، والمطالعة، فقرأ بعمر صغير العديد من الكتب، وساعده ذلك في تعلم كتابة الشعر، وفي عام 1903م أنهى العقاد دراسته، وعمل موظفا في عدة مدن مصرية، وفي عام 1907م، توجه العقاد إلى القاهرة للعيش فيها.
العقاد والكتابة الصحفية
عمل العقاد في القاهرة محررا في كل من مجلتي البيان، وعكاظ، ومن ثم في صحيفة الدستور، وتمكن في عام 1916م، من إصدار ديوانه الشعري الأول، وفي عام 1917م، عمل في مهنة التعليم في المدرسة الإعدادية، ولكنه ترك التعليم وعاد للعمل الصحفي مجددا في صحيفة الأهالي، ومن ثم في صحيفة الأهرام المصرية، ليصبح من أكثر كتابها شهرة، وفي عام 1923م عمل في الملحق الأدبي في جريدة البلاغ، وازدادت شهرته في الوسط الأدبي، مما ساهم في انتخابه ليكون أحد أعضاء مجلس النواب المصري، ولكن في عام 1930م حبس في السجن لمدة تسعة شهور، وبعد خروجه من السجن عاد لحياة الصحافة، وبدأ في كتابة كتبه، ومؤلفاته المشهورة.
مؤلفات العقاد
للعقاد العديد من المؤلفات المشهورة، والتي ما زالت من أكثر الكتب قراءة حتى هذا العصر، وذلك لما حملته من لغة سليمة، وأفكار مميزة، ومن الممكن تقسيم مؤلفاته على الأقسام التالية:
المؤلفات الإسلامية
اهتم العقاد بالثقافة، والتاريخ الإسلامي اهتماما كبيرا، إذ كتب أكثر من أربعين كتابا حول العديد من الشخصيات الإسلامية، وسماها باسم (العبقريات)؛ بسبب العبقرية التي وصفت بها الشخصيات الإسلامية التي كتب عنها، في كافة مجالات الحياة، وبدأ سلسلة العبقريات بكتاب عبقرية محمد -صلى الله عليه وسلم-، ومن ثم كتب حول شخصيات عديدة من الصحابة، مثل: عبقرية الصديق، وعبقرية خالد، وعبقرية عمر، وعبقرية علي -رضي الله عنهم جميعا-، واهتم في هذه الكتب بتوضيح كافة الصفات، والأعمال التي قامت بها كل شخصية، مما ساهم في انتشار سلسلة العبقريات بشكل كبير جدا في مصر، ومن ثم في كافة دول العالم.
المؤلفات اللغوية
عرف عن العقاد اهتمامه الكبير باللغة العربية، والأدب العربي، والعالمي، وهذا ما انعكس لاحقا على مؤلفاته، والتي تناولت دراسات، وأبحاث لغوية، وتاريخية، ونقدية، ومن أهم كتبه في هذا المجال: الديوان في النقد والأدب، وساعات بين الكتب، وله مساهمات عديدة في ترجمة أعمال من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية.
المؤلفات الشعرية
مع أن مؤلفات العقاد الأدبية النثرية اشتهرت بشكل كبير، ولكن لمؤلفاته الشعرية دور مهم في حياته الكتابية، فكتب الكثير من القصائد الجميلة، ونشر مجموعة من الدواوين الشعرية، ومنها: بعد الأعاصير، وعابر سبيل، وغيرها.
وظلت مؤلفاته من أشهر المؤلفات في الأدب العربي، واستمر العقاد في الكتابة، والتأليف، حتى توفي في 12 آذار (مارس) عام 1964م، ودفن في القاهرة.