من المعروف أنَّ العربَ قبلَ الإسلام كانوا يعيشونَ في جاهليةٍ مُظلمة وفي بيئة تخلو من الانضباط والنظام، فقد كانت فوضى عارمة عمّت أرجاء الجزيرة العربيّة وكانتَ حُروباً طاحنة تدور رحاها لأتفهِ الما هى اسباب وتمتدّ سنيناً يموتُ فيها الأطفال والنساء ولا رقيبَ ولا حسيب. ومن كرمِ الله عزَّ وجلَّ بهذهِ الأمّة أن أرسلَ لها رسولاً بشريعةٍ ربّانيةٍ عادلة لتُحرر الناس من شرائعهمُ الأرضيّة التي شابهت شريعة الغاب في ظُلمها وقسوتها وغياب عدالتها، فلم يعُد بهذا الدين للقويّ أن يأكلَ الضعيفَ لضعفه، بل إنَّ القوي ضعيفٌ حتّى يؤخذَ الحقُّ منه والضعيف قويٌّ حتّى يؤخذَ الحقُّ له.
بدء الإسلام
بدأت الرسالة الإسلاميّة حينَ أنزلَ اللهُ الوحيَ على نبيّه مُحمّد عليهِ الصلاةُ والسلام وبلّغَ جبريلُ أمينَ الوحيَ مُحمّداً عليهِ الصلاةُ والسلام بالرسالة الخالدة، فتلقّى الوحيَ من ربّه وصدعَ بالدعوة إلى الله؛ حيث بدأت الرسالة في الأقربين من أهلِ بيته، فما زالت الدعوة إلى الله في انتشار بين أهلِ مكّة حتّى أرادَ المُشركونَ الحاقدون برسولِ الله صلّى الله عليهِ وسلّم شرَاً، فضيَقوا على أتباع الدين الجديد في مكّة، وعذّبوهُم وأخرجوهُم ن من ديارهِم فهاجروا مرتين إلى الحبشة يبحثون عن اللجوء من الاضطهاد والتعذيب، ثُمَّ شاءَ الله تعالى أن يجعلَ لهُم أرضاً يُهاجرونَ إليها من هجير عذاب أهل مكّة من المشركين، فكانت هذهِ الأرض الجديدة هيَ يثرب، والتي سُميّت بالمدينة المنورّة لنزول النبيّ مُحمّد عليهِ الصلاة والسلام فيها فاستنارت به.
بعدَ الهجرة
هاجرَ النبيّ عليهِ الصلاةُ والسلام إلى المدينة المنوّرة وقد أصبحَ هذا التأريخ هوَ المُعتمد في العالم الإسلاميّ وقد استحدثهُ الخليفة عُمر بن الخطّاب رضيَ الله عنه ليكونَ مرجعاً وتاريخاً مُعتمداً لدى المُسلمين، وقد خاضَ النبيَ عليهِ الصلاةُ والسلام بعد هجرتهِ إلى المدينة المنوّرة غزواتٍ عديدة مع كُفّار مكّة ومع المجاورين للمدينة.
كانتَ أهمّ الغزوات الفاصلة في حياةِ الأمّة الإسلاميّة وحياةِ النبيّ صلّى الله عليهِ وسلّم هي غزوة بدر الكُبرى التي أعلى الله بها رايةَ التوحيد والحقّ وخذلَ بها الكُفرَ وأهله، واستمرّت حياةُ النبيّ عليهِ الصلاةُ والسلام بين جهادٍ وغزوات وتأصيل للدين بما يأتي بهِ الوحيَ حتّى أتاهُ اليقين واختارهُ الله جلّ جلاله إلى جواره.
تاريخ وفاة النبيّ عليهِ الصلاة والسلام بالهجري
مرضَ رسولُ الله صلّى الله عليهِ وسلّم مرضَ الموت وذلك بعد عودته من حجّة الوداع في ذي الحجّة، وحينَ بدأَ بتجهيز جيش أسامة بن زيد، ولكن اشتدَّ المرضُ على رسولِ الله صلّى الله عليهِ وسلّم، حتّى اختارَ الحياةَ الآخرة على الدُّنيا، فقد وردَ في صحيح البُخاريّ أنَّ النبيّ صلّى الله عليهِ وسلّم قالَ قبلَ وفاته: ( اللهم اغفر لي وارحمني، وألحقني بالرفيق الأعلى)، وقد توفيَ عليهِ الصلاةُ والسلام في يومِ الإثنين الموافق الثاني عشر من شهر ربيع الأوّل من السنة 11 للهجرة.