الصحابة و الخلفاء الراشدين هم أكثر الناس الذين ساعدوا على نشر الدين الاسلامي من بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه و سلم)، و هم المثال الأعلى للاسلام و أكثر الناس الذين التزموا بتعاليم الدين الاسلامي، و من أكثر الأسماء التي حملت اسم الاسلام عمر بن الخطاب .
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر، وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، العدوي القرشي.
يلقب عمر بن الخطاب بالفاروق، لأنه طوال حياته استطاع أن يفرق بين الحق والباطل، كان عادلا منصفا، يضرب به المثل بالعدل و التقوى و الانصاف، لطالما كان صحابيا جليلا و مثالا حيا للاسلام و المسلمين، كان ذو شخصية قوية، و زعيما شديدا من زعماء الكفار، ذو كبرياء و أنفة و شموخ، لكن كبرياءه لم يمنعه من الدخول في الاسلام، و الايمان بالله تعالى وحده، و من شدة قوته بعد أن دخل في الدين الاسلامي، قام بالجهر بين قومه بأنه أسلم، فالاسلام كان بحاجة إلى أشداء الأقوام؛ للمساعدة في بقاءه و نشره .
ولد عمر بن الخطاب بعد مولد الرسول (صلى الله عليه و سلم) بثلاثة عشر عاما، أما عن سبب وفاته فقد قيلت عدة روايات و لم يتم تأكيد السبب لوفاته، فقد قيل بأنه بعد أن رجع من الحج، قام أبو لؤلؤة الفارسي بقتله، و يقال بأنه قتله لأن الحقد كان يمتلكه بعد سيطرة المسلمين على بلاد الفرس، و قد قيل أيضا بأنه منع الكفار من دخول مكة بعد دخولهم سن الحلم، و أن لؤلؤة كان قد دخل إلى مكة بعد أن تم التوسط له، فذهب شاكيا إلى عمر يخبره بأن هناك ضرائب كثيرة تفرض عليه، لكنه لم يستجيب لشكواه فتملكه الحقد، و قام بطعن عمر بن الخطاب بخنجر ذو نصلان، و قد قيل بأن اليهود كان لهم دور في المؤامرة، و قد توفي في عام سنة 23 هـ .
أسلم عمر بن الخطاب بعد أن قرأ سورة طه، ففي أحد الأيام ذهب لعمر لزيارة أخته في منزلها و سألها عما ان كانت أسلمت أو لا، و عندما أجابته بأنها قد أسلمت، طلب منها أن تأتي بالقرآن، إلا أنها رفضت و طلبت منه أن يغتسل أولا فاغتسل و قرأ ما تيسر من سورة طه، و قد لمست قلبه و أسلم .
كان عمر بن الخطاب أبيض البشرة، و أحمر الخدين، و قيل بأنه في عام الرمادة أصبح أسمر البشرة؛ من المجاعة التي حدثت، و كما قيل بأنه كان طويلا جدا، و أنه كان يملك خطان أسودان على وجهه، و تحونا نتيجة البكاء من خشية الله .
هو ثاني الخلفاء الراشدين و أمير المؤمنين، أول من أسس التاريخ الهجري، كما و توسعت الدولة الأسلامية في عهده، كان عادلا جدا، و يتفقد أحوال رعيته دائما، فقد قيل بأنه ذهب ليتفقد أحوال رعيته في المساء فكانت هناك إمرأة تعد الحساء لأولادها، فقد كان الحساء عبارة عن حصا، تضعها على النار حتى يمل أولادها و يناموا ولا يشعروا بالجوع، فلما رآها بكى بكاء شديدا و تألم، و ذهب ليأتي بالدقيق و الزيت و الحليب و أعد العشاء بنفسه، كما يروى عنه العديد من القصص التي تدل على عدله، و تواضعه و خوفه على رعيته .
كما كان عمر بن الخطاب يتميز بالحنكة و الفطنة العسكرية و الذكاء الذي ميزه عن غيره، و قد قام بتقسيم الدولة الاسلامية إلى ولايات و جعل على كل إمارة والي من أصلح الناس و أشدهم ايمانا و خوفا من الله عز و جل، كما وضع مفتشين لكل الولاة حتى يتأكد من أحوال الرعية .
كما أنشأ الدواوين و قام باتباع نظام الشورى في تولية الحكام شؤون الدولة .
يعتبر عمر بن الخطاب واحدا من الشخصيات التي لن يكررها التاريخ، فهو بعدله و مخافته من الله عز وجل استطاع أن يجعل الدولة الاسلامية في قمة تقدمها، فلم يقاسي أحد الجوع ولا الفقر، كان متواضعا يخدم الرعية بنفسه، لم يكن لينتظر أن يقوم الخدم بمساعدة كبار السن و ذوي الاحتياجات الخاصة، يعتبر عمر بن الخطاب شخصية من الشخصيات التي لن يوجد لها مثيل، ولو حتى بعد ملايين السنين .