جعل الله سبحانه و تعالى لمن ارتكب ذنباً أو خطيئةً باباً مفتوحاً للتّوبة لا يغلق حتى يأذن الله سبحانه للشّمس بالطّلوع من مغربها ، و ذلك حين لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل ، و قد تعهّد الله لعباده الذين يستغفرونه بأن يغفر ذنوبهم و يكفّرها لهم ، فالاستغفار هو سنّة الأنبياء و الصّالحين و طريق الوصول إلى الجنّة و الظّفر بها ، و إنّ ما كتبه الله تعالى على عباده من الطّاعات و العبادات هي من مكفّرات الذّنوب و المعاصي ، فكلّ عملٍ يبتغي فيه المسلم الأجر من الله يثاب عليه المسلم إذا كان خالصاً لوجه الله الكريم ، و قد دلّ النّبي صلّى الله عليه و سلّم على أمورٍ تكفّر الذّنوب فقال ألا أدلّكم على ما يمحو الله به الخطايا و يرفع به الدّرجات ، إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا إلى المساجد ، وانتظار الصّلاة بعد الصّلاة ، و في الحديث الآخر الصّلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان مكفّرات لما بينهنّ إذا اجتنبت الكبائر ، كما أنّ صيام بعض الأيام كيوم عرفة و يوم عاشوراء تكفّر الذّنوب و الخطايا ، و هذا كلّه من رحمة الله سبحانه و تعالى بعباده أن جعل لهم طريقاً و منهجاً لتكفير الذّنوب و تطهير النّفوس .
و إنّ معنى الكفّارة لغةً هي الستر و التّغطية ، و اصطلاحاً ما يؤدّيه المسلم و يفعله لتكفير الذّنوب ، و كما ذكرنا سابقاً من أنواع الأعمال و الطّاعات التي تكفّر الذّنوب ، فإنّه يوجد نوعاً آخر من الكفّارات قد عيّنه الله لمن ارتكب إثماً معيّناً ككفّارة الظّهار و كفارة القتل الخطأ و كفارة اليمين ، فكفارة الحنث باليمين مثلاً تكون بإطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو عتق رقبة ، فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ، و كفّارة الظّهار تكون بعتق رقبة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين ، فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً ، و هي نفس كفارة الجماع في نهار رمضان .
إقرأ أيضا : كيف تصبح وتكون مرحا
و أخيراً نقول إنّ على المسلم أن يحرص على رضا الله سبحانه و تعالى في كلّ عمله و سائر شأنه ، فإذا ارتكب شيئاً من الذّنوب أو المعاصي استغفر ربّه و هذا ديدن المتّقين للفوز بجنّة ربّ العالمين .
