كيف أرجع لربي

كيف أرجع لربي

إن طريق الله سبحانه وتعالى مفتوحٌ دايماً، ولا يُغلِق الله بابه في وجه من يُحِبُّ أن يعود إليه، فمن أسماء الله الحُسنى الغفور الرحيم التوَّاب، وذلك لأنه يغفر ذنوب من أنابَ من عِباده وعاد إليه. قال تعالى في الحديث القُدسي (إذا تقرَّب العبد مني شبراً تقرَّبتُ منه ذراعاً، وإذا تقرَّب مني ذراعاً تقرَّبتُ منه باعاً، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة)، هذا من حبِّ الله لرجوع عبده إليه وفرحته بتوبته، وبنظرة سريعة إلى الحديث القدسي السابق؛ نجد أن الله جلَّ وعلا يطلب من عبده إتيانه لأنه الأحوَجُ إلى الله وليس العكس، فعندما يرجع العبد إلى ربه يكون الله مُعيناً له على رجعته إذا كان صادقاً ومُخلص النِّية في رجعته، لذلك قدَّم ربُّ العِزَّة والجلالة رجوع عبده إليه عن أن يأتي سبحانه إلى عبده، فالله هو الغني عن عبِاده؛ وعبادُه هم المحتاجين إليه.


لا يكون الرجوع إلى الله وطريقه السليم بمجرَّد الرغبة والكلام فيها، بل يجب أن تقترن النِّية بالعمل، وهذا هو مضمون التوبة، فلا يكون رجوع العبد إلى ربه تاماً إلا بتركه المعاصي التي كان يفعلها، ومن شروط التوبة الندم على الذنوب والمعاصي التي كان يرتكبها، فإن لم يكن العبد مقتنعاً بأن ما يفعله خاطيء؛ فلن يستطيع أن يتركه، فالندم هو أول طريق الصلاح والعودة إلى الله عزَّ وجلَّ. ويجب عليه لتكون توبه صادقة أن يتوقَّف فوراً عن المعاصي التي ينوي التوبة منها، فلا يجوز له أن يُعلن توبةً من أمرٍ مازال يقوم به، وكذلك يجب عليه أن يعقد العزم على ألا يعود إلى تلك المعاصي مرَّةً أُخرى. من أجل تكون التوبة صحيحة وصادقة من الله سبحانه وتعالى؛ لا بّدَّ وأن تكتمل شروطها الثلاثة، وإلا فإن الموضوع لن يتجاوز كونه كلامٌ في لحظة ضعف.


أما بالنسبة للذنوب التي يقترفها المُخطيء في فترة عصيانه وجاهليته؛ فتكفيه البُشرى في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (التوبة تجُبُّ ما قبلها)، أي تمحي ما قبلها وكأنها لم يكن، فيغفر الله كل ذنب عبده الصادق في توبته بمجرَّد أن يتوب عنه. كل ابن آدم خطَّاء، فلا يوجد إنسانٌ على سطح البسيطة لم أو لن أو لا يقترف الذنوب مهما كانت صغيرة، ولذلك جعل الله لنا الإستغفار لنطرح هذه الذنوب عن كاهلنا؛ ونمسح ما استطعنا من أخطاء، واعلم أن تكرار الذنب لا يُبعِدك عن الله، فالله لا يملُّ من المغفرة لعبده إلا إن يَئِسَ العبدُ من مفغرة ربه له، فالله يبسطُ يده في النهار ليتوب مُسيء الليل؛ ويبسط يده في الليل ليتوب مُسيء النهار. وكم سمعنا من العُصاة مقولة "إن شيطاني أقوى مني"، هذا قولٌ خاطيء من إنسانٍ ضعيف، فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم (إن كيد الشيطان كان ضعيفاً)، فبالتالي إن إيمان هذا الإنسان هو الضعيف وليس الشطان هو القوي، حيث أن ربَّ العزَّة والجلالة قد قرَّر ضُعْفَ كيد الشيطان ، فمن يقول هذه الكلمات وعبارات هو أضعفُ من الكيد الضعيف، ولو كان الشيطان قوياً؛ لما قال له تعالى (إن عِبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتَّبَعكَ من الغاوين)، وهم الذين يتبعون الشيطان طواعية منهم؛ وليس إجباراً من الشيطان لهم.

مشاركة المقال
x
اغلاق

مذكرات يوميه - نوع غشاء البكاره - الحروف الابجدية - كلام رومانسي - شهر 12 - كلام عن الام - خواطر حب - صفحات القرآن - الجري السريع - محيط المستطيل - كلام جميل عن الحب - كلمات عن الام - كلام في الحب - عبارات تهاني - كلام حب و عشق - طرق إثارة - دعاء للمريض - كلام حلو - الحروف العربية - قناة السويس - العشق - دعاء للميت - محيط المثلث - ادعية رمضان - أعرف نوع الجنين - كلام جميل