كيف أقترب من الله

كيف أقترب من الله

لا يجب أن يغفل الإنسان خلال حياته أهمية وفائدة أن يكون قريباً جداً من الله تعالى إذ ان التقرب من الله تعالى في الدرجة الأولى يجعل الإنسان راضياً قنوعاً ويضفي على نفسه الخيرية والحب والتسامح والسلام والوئام، وتصبح نفسه نفساً جميلة قادرة على فعل الخيرات وإذا أكثرت النفس الإنسانية من فعل الخيرات فإنها دون أدنى شك ستصبح نفساً عالمية تلاقي القبول من كافة من يتعاملون معها وتنشر الخير والسلام في الأرض أينما حلت وأينما ارتحلت. لقد كان الرسل والأنبياء والصالحون وأولياء الله والقديسون هم خير قدوة لنا على مر الزمان واختلاف المكان وذلك نظراً لتعلقم القوي بخالقهم ومولاهم فأكرمهم الله تعالى خير الجزاء بأن نصرهم على من عاداهم وأعلى من ذكرهم في الدنيا والآخرة.


إذا ما وضعنا المكبر على حياة هؤلاء البشر لنعرف كيف قربهم الله تعالى منه، لا بد لنا من التطرق ووسائل أولاً إلى الصفات التي كانوا يمتلكونها قبل أن يرشدهم الله تعالى وقبل أن يصطفيهم، فأول شيء جمعهم هو أخلاقهم العالية والرفيعة والرحمة الكبيرة التي كانت تملأ قلوبهم ونفوسهم الصافية التي لا تعرف الحقد إضافة إلى نصرتهم للمظلومين ووقوفهم ضد الظلام، فهذه الصفات هي التي جعلت الله تعالى يصطفيهم من بين كل البشر الذين كانوا حولهم، وبعد ان أرشدهم الله تعالى إلى عبادته وتوحيده وإلى الخير الكثير الذي عنده، قرنوا صفاتهم التي كانوا يمتلكونها، مع العبادة لله تعالى وحده وتسبيحه وذكره ليل نهار كما يحب هو ويرضى، ثم أصبحوا على مكانتهم التي هم عليها، حيث أصبحوا قدوة لجميع الناس وأصبحوا عظماء وحكماء بفضل الله تعالى عليهم ورحمته بهم.


وإذا أردنا إسقاط التحليل السابق على الناس العاديين، نجد أن الإنسان يكون ما يكون أقرب إلى الله تعالى عندما يكون أخلاقياً بالدرجة الأولى فالأخلاق هي ركن الدين، وهي قبل العبادات كلها، فلا معنى للعبادات بدون الأخلاق، والأخلاق مستمدة من الله تعالى ومن صفاته المطلقة، ولهذا كان من المفترض أن كل من يطلق عليه لقب متدين أنه إنسان أخلاقي، ولكن اليوم وفي ظل التهاوي الفظيع الذي تعيشه أمتنا ذهبت الأخلاق وظل الناس متمسكون بكلمة متدين، لهذا لم يعد لتدينهم أي معنى، وأصبح التدين هزلياً شكلياً لا قيمة له ولا فائدة ترجى منه إلا نشاط الصحة والدورة الدموية فقط. ومن هنا فإن السبيل الوحيد للتقرب من الله تعالى هو بالأخلاق الحميدة، فإذا ما أصبح الإنسان أخلاقياً تفعلت عبادته وأصبحت تؤدي معانيها التي فرضت لأجلها. وتزيد الإنسان قرباً من الله تعالى.

مشاركة المقال
x
اغلاق

مذكرات يوميه - نوع غشاء البكاره - الحروف الابجدية - كلام رومانسي - شهر 12 - كلام عن الام - خواطر حب - صفحات القرآن - الجري السريع - محيط المستطيل - كلام جميل عن الحب - كلمات عن الام - كلام في الحب - عبارات تهاني - كلام حب و عشق - طرق إثارة - دعاء للمريض - كلام حلو - الحروف العربية - قناة السويس - العشق - دعاء للميت - محيط المثلث - ادعية رمضان - أعرف نوع الجنين - كلام جميل