الله هو خالقنا و هو المنعم علينا – جل في علاه -، و هو من يدبر امورنا و أمور هذا الكون المترامي الأطراف، بحكمته و عدله و رحمته، فهو أرحم الراحمين يعرف ما يدور في سابع أرض و ما يدور في نفوسنا من أفكار و خواطر، لهذا فالله – عز وجل – هو من يستحق وحده لا شريك له العبادة. و من هنا يتوجب على الإنسان الواعي أن يعمل جاهداً على إرضاء الله عن طريق تهذيب نفسه و أن يجعل سريرته نقية، إضافة إلى ذلك يتوجب عليه أن يعمل على جاهداً على حسن معاملة الناس الذين يتعامل معهم يومياً، نظراً لأن الله تعالى يحب الأخلاق الحميدة التي تصدر من الإنسان، و لا يحب الأخلاق السيئة التي تظهر أقبح ما في نفس الإنسان، فالله تعالى هو مصدر الخير و هو مصدر الجمال، و الشر كله من الإنسان و من نفسه و من الشيطان، لهذا فمحبة الخير و الابتعاد عن الشرور هو تقرب لله تعالى على عكس الإكثار من الشرور كل قتل و التدمير و الخراب و الفساد في الأرض فهو كله ابتعاد عن الله تعالى و تقرب من الشيطان مصدر كل الشرور في العالم.
يكون الرضا بالله – عز وجل -، رباً خالقاً عن طريق الإيمان المطلق مع القناعة التامة به كرب خالق نوحده و نتوجه إليه في عباداتنا، و لا تأتي هذه القناعة عن طريق الوراثة، بل تكون عن طريق إعمال العقل، فكلما استخدمنا العقل في التعرف عليه أكثر كلما زاد يقيننا به رباً لنا، و بأهليته وحده للعبادة، و تكون أيضاً عن طريق إعادة النظر في كل شيء و دراسة كل شئ و الالبحث عن الحقيقة، و عدم الاعتماد على مقولات المحيط و المجتمع، لأن العقل و البحث هما السبيل إلى القناعة المطلقة و الإيمان الراسخ، و ليس كتعرف ما هو منتشر بين الناس. إضافة إلى ذلك يتوجب على الإنسان حتى يرضى بالله تعالى رباً أن يدرس مسير الأنبياء جميع العظماء في التاريخ و يتعرف إلى وجهات النظر المختلفة بشأن العبادات، و يدرس الأديان والأفكار الانسانية ويرى أيها أقرب إلى الفطرة و العقل، و عليه أيضاً أن يتبحر في العلوم المختلفة و يتوسع فيها، حتى يوقن أن ما يدرسه من ظواهر شددية التعقيد لم تأت من العدم، بل تحتاج إلى مدبر حكيم عليم يخلقها و يكونها.
