العلاقة مع الله تعالى – رب العالمين – هي العلاقة التي يجب أن يكون لها الأولوية، وهي التي يجب أن تكون مقدمة على غيرها من العلاقات مهما كانت، لهذا فإنه يقع على كاهل الإنسان أمر كبير جداً ألا وهو أن يبقي هذه العلاقة على احسن وأفضل حال من الأحوال، وأن يعمل على إصلاحها إن انحرفت أو إن فسدت على سبيل المثال، وإصلاح العلاقة مع الله تعالى ضروري دائماً وأبداً لأنه يزيد من قرب المؤمن من ربه ويزيد من رضا الله تعالى عن هذا الإنسان، لهذا توجب على كل مسلم ومؤمن أن ينتبه لهذه العلاقة أشد انتباه وأن يجعلها أولوية في حياته التي يحياها حتى يحصل على خيري الدنيا والآخرة.
التوبة هي بوابة إصلاح العلاقة مع الله تعالى، فالتائب عن الذنب كمن لا ذنب له، هكذا علمنا ديننا الحنيف، فالله تعالى يفرح بتوبة عبده عن الذنب ويفرح برجوعه عن المعصية أياً كان شكلها لأن هذا العبد حينها يكون قد عاد إلى الخط المستقيم الذي ارتضاه الله تعالى لنا، فالخط القويم هذا يضمن للإنسان حياة هانئة بعيدة عن كل ما ينغص عليه معيشته التي يعيشها، ويبعد عنه الغم والهم ويقربه من الله تعالى.
ومن هنا يجب أن نتطرق ووسائل إلى نقطة هامة وهي أن إصلاح العلاقة مع الله تعالى لا يعني إفسادها مع الناس كما يفعل البعض، فالعلاقة مع الناس هي جزء من العلاقة مع الله تعالى، فالتدين لا يعني كره الناس أو احتقارهم حتى وإن ارتكبوا أفظع الأمور يبقى الإنسان هو المسؤول الأول والأخير عن تصرفاته، وربما يكون مرتكب الذنوب هذا أقرب عند الله تعالى من أناس يقضون أيامهم ولياليهم في بيوت الله يتعبدون ويصلون ويصومون، فلنترك الناس لله تعالى، وليصلح كلٌّ نفسه أولاً فلا شأن لأحد في آخر.
إصلاح العلاقة مع الله تعالى يكون بتمثل صفاته أيضاً فتمثل صفات الله تعالى ومحاولة الإنسان لمقاربتها ومحاولته عكسها عليه هو أمر جد هام وهو أمر محمود لا شك، فالإنسان الذي له علاقة أقوى مع الله تعالى هو الإنسان الرحيم والعادل والمدافع عن المظلوم وصاحب الأعمال الصالحة التي يحبها الله تعالى و يرضاها لعباده المؤمنين. لذا كان لزاماً على كل إنسان أن يكون عالماً وعارفاً بالهدف الذي خلقه الله تعالى لأجله، ويجب أن يكون عالماً بأهمية وفائدة أن يكون على قدر عالٍ من الوعي والإدراك لذاته ولتصرفاته التي تصدر عنه.