عندما خلق الله الانسان كان الهدف الأساسي من ذلك تحقيق الارادة الألهية بوجود عباد على الله ، يعبدون الله ويوحدون مكانه ، ويقدسونه في كل الأوقات ، جعل العبادة من الأولويات التي يجب على المرء أن يتمسك بها ، لأنها هي الطريق الوحيد ، والخلاص من العذاب والضيق والكبت ، فمهما تلونت الحياة بألوان داكنة يبقى الأمل بوجه الله ، وبرفقه ، وحنانه على عباده كبير ، ولا يمكن التشكيك في ذلك ، فهو سبحانه أحن على عباده من أمهاتهم اللواتي ولدنهم ، ومع تلك الامور وغيرها ، ميزنا الله عن باقي الناس بالدين الحنيف الذي فضله لنا ، وجعل التمسك به من طاعة الله ، واتباع أوامره ، فكان لا بد أن يدخل المسلم الجنة ، وأن يحرف الكافر فيدخل النار ، وتلك هي العدالة الالهية التي ضمنها الله لنا ، وجعل النبي صل الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين ، النبي الأوحد ، الذي رابط الدين والعبادة بحب الله سبحانه ، والرضا التام عن العباد .
كيف أعرف الله يحبني :
أن يحبك الله في حياتك ، وفي مماتك ، يعني أن يمدك بالطاقة التي تجعلك تتحمل سلبية من حولك ، وتجعلك ترضى بقليلك ، وتسعد بما قسمه الله لك ، أما في الحديث عن حب العبد ، فإنه يأتي من قدرة هذا العبد على الانصياع لأوامر الله ، واتباع أوامره ، واجتناب نواهيه ، وهذه هي الطريقة التي مكننا بها الله لمعرفة مدى ارتباطنا بالقادر سبحانه وتعالى ، أما حب الخالق لنا ، فيمكنه أن يظهر جليا في التصرفات والتعاملات التي يقوم بها المؤمن في حياته اليومية ، ويمكن أن يكشف المسلم إن كان الله يحبه أو لا ، من خلال التالي :
أولاً : أن كان الله يحبك ، فاعلم أنه سيكون راضياً عنك ، وسيوفقك في كل عمل تقوم به ، وسيساعدك في كل وقت تشعر أنك بدأت تضعف وتخور قواك ، وسيمد يد المساعدة من قبل الناس المحيطين بك .
ثانياً : إن كان الله يحبك ، فإنه سيجعلك محبوباً بين الناس ، فالانسان المحبوب بين البشر يعني أن الله سبحانه وملائكته يحبونه ، ويبث الله حبه في قلوب الناس .
ثالثاً : إن كان الله يحبك فيساعدك على الطاعة ، ويبعدك عن الدرب الذي سيوصلك للمهالك ، ويجعلك تشعر بالراحة والطمأنينة ، فالقلب المتعلق بالله ، لن يموت أبداً . والقلوب التي تحيا على العبادة مصيرها الجنة خالداً مخلداً فيها ، فلا عجب أن هناك جنة ونار .
رابعاً وأخيراً : أن يحبك الله يعني أن يجعلك بين الناس أماماً ، ويمدك بالطاقة الايجابية ، وحب الناس ، وحب الطاعة ، والقدرة على مساعدة الآخرين ، والسيرة الطيبة بين الناس ،فالنبي كان محبوباً من الله ، وكانت سيرته جميلة وحسنة بين البشر .
