القلب كأي عضو موجود في جسم الإنسان فهو بحاجه الى عناية فائقه ، فعندما يقسو القلب فهو داء يصيب الإنسان فيمنعه من الشعور من الذنب والندم ويصبح ضال وعليه غشاوة ومن أعظم الأدله على قساوة القلب عدم الخشوع والتدبر في آيات الله وفي قوله تعالى {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }الحديد16.
ومن أشد ما تصيب القلوب قسوتها وموتها ، وهو مرض خطير جدا ينتج عنه أمراض متعدده ومزمنه ، ويظهر عليه أعراض ولا يسلم منها إلا من سلّمه الله وأخذ بألاسباب :
ف قوله تعالى مخاطباً اليهود (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً )
* أعراض قسوة القلوب
هناك أمور كثيره ومتعدده تجعل القلب منغمس في ضلالاته ف يصبح الإنسان مجرد كائن حي خالِ من المشاعر والأحاسيس ، ومجرد وصوله لهذه المرحله يصبح إنسان يعيش ولكنه بقلب ميت ف موت القلب لا يختلف كثيراً عن الموت الحقيقي ف كلامها سواء ، ومنها :
حب الدنيا على الآخره: تصبح الدنيا أكبر همه والشاغل الوحيد لديه عندما يتعامل مع الناس من أجل مصلحته الشخصيه فقط . عدم تأثّره بآيات الله والإتِّعاظ منها: فهو يسمع آيات الله ولا يتأثّر منها ، ويغفل عن قراءة القرآن والتدبر في آيات الله عز وجل ، وقد مدح الله المؤمنين الذين اذا سمعو آيات الله وجلت قلوبهم وخشعت ف قوله تعالى ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ). عدم تأثره بالأشياء التي تدور من حوله كالموت : فهم يذهبون الى الجنائز وكأنه امر عادي لا يأبه من أن يتُّعظ او يحس بالخوف والندم على ما فعل ف قال تعالى (فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ). القلب القاصي لا يوجد فيه رحمه : ف لا يرحم فقير او يراعي احساسه ، ولا يعطف على يتيم ، او يتصدق على مسكين ، فهو بارد المشاعر . التكاسل عن الطاعات وفعل الخيرات : ف الصلاة يؤديها مجرد حركات لا خشوع فيها وكأنه عبأٌ عليه، قال تعالى ( وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى).
* ما هى اسباب قسوة القلوب
تلك كانت بعض أعراض قساوة القلب ولها ما هى اسباب متعدده منها :
حب الدنيا : وهي من أهم ما هى اسباب قسوة القلوب ، ف حب الدنيا إذا طغى على حب الآخره وحب الله يقسو القلب ، ف يجد لذته ومتاعه في الحياة الزائله . مصاحبة أصدقاء السوء : وهي من أهم الما هى اسباب لأن الإنسان يتأثر من حوله ومن البيئه والمحيط الذي يعيش فيه ، ويجد اللذه والمتعه مع أصحاب السوء كشرب الخمر والزنا وما الى ذلك . كثرة الوقوع في المعاصي والمنكرات : ف المعاصي مهما كانت صغيره في بداية الأمر فهي تؤدي الى معاصي أكبر ف على سبيل المثال شرب الخمر يؤدي الى الزنا وربما القتل ف لا يجب تصغير المعاصي فهي بداية طريق الى موت القلوب . نسيان الموت وحساب الآخره : يجب أن لا ينسى الإنسان الموت وأن هناك حساب للآخره وهناك جزاء وعذاب ونار وجهنم . * علاج و دواء قسوة القلوب
بعد أن تكلمنا في أعراض وما هى اسباب قسوه القلب ، فهناك علاج و دواء لأمراض القلب فهو عضو يمرض ويتعب ويقسو ويحن ويتعب ف يجب على الأنسان الإهتمام به وإعطائه مجال من الأهميه في حياة الإنسان ، ومنها :
تعلّم العلم الشرعي من كتاب الله والسنه : ف الشخص الذي يعرف ربه حقّ المعرفه وقلبه لا يغفل عن ذكر الله ويستغفر ربه في كل وقت ويتوكل على الله في فعل الخيرات والطاعات فهو قلب لن يمرض بإذن الله ، ف الإكثار من ذكر الله تريح القلوب وتطمِّنُها قال تعالى (ألا بذكرِ الله تطمئنُّ القلوب ) ومن أصدق من الله قيلا . الإكثار من هادم اللذّات "الموت" : يجب أن يوقن الإنسان مهما طال عمره في الحياة فهو سينتهي الحال به الى القبر ، وليعلم أن الله سيحاسبه على ما فعل ، وأن هناك حساب إما أن يدخل الجنه ويجازيه الله على ما فعل أو يعذِّبه الله على ما فعل ، فالموت حق لا مهرب منه ولا منجا . التدبُّر في آيات الله ومعانيها : يجب على الإنسان أن يقرأ القرآن بتمعُّن وأن يفهم القرآن الكريم ، ف والله اذا وجدت شخص يتدبّر آيات الله إلا وجدته رقيق القلب خاشع ، قال تعالى (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَ) . زيارة أهل العلم والعلاماء : اذا وجد الشخص نفسه قد مات قلبه فل يذهب الى أهل الذكر والإتِّعاظ منهم والتعلم منهم والإستماع اليهم . العطف على الفقراء والمساكين . بر الوالدين والإحسان إليهما. ف يا أخي القارئ احذر من موت القلب وتجنب كل ما يؤدي الى موت القلوب وتقرب الى الله وسامح وأعطف وابتسم فهي دنيا واحده ستعيشها , ف إجعل سيرتك تُحمد وتبقى بعد موتك فهي كالريح الطيب ... وأتمنا لكم راحة في القلب وسعادة في الدنيا والآخره .
