الشيخ محمد متولي الشعراوي، هو واحد من أكابر علماء المسلمين في عصرنا الحالي، ولد هذا العالم الجليل في العام 1911 ميلاديّة، في قرية مصرية اسمها قرية دقادوس، وهذه القرية تَتبع إلى محافظة الدقهلية / ميت غمر. حفظ الشيخ الشعراوي كتاب الله تعالى كاملاً وكان عمره أحد عشرَ عاماً، ودرس في بداية حياته في معهد الزقازيق الأزهري الابتدائي وكان ذلك في العام 1922 ميلاديّة، وكان ذكيّاً فطِناً محبّاً للعلم منذ صغره، وكان أيضاً محبّاً للآداب والشعر مُذ كان صغيراً، كما وقد حصل الشعراوي على الشهادة من المركز في العام 1923 ميلادية. بعد أن أنهى المرحلة الابتدائيّة دخل الشعراوي في المرحلة الثانوية، حيث التحق بالمعهد الثانوي الأزهري، وتضاعفت مكانته خلال هذه الفترة من حياته، فكانت له مكانته الخاصة بين الجميع، نظراً لما كان يتميّز به على كافة المستويات والأصعدة.
بعد هذه المرحلة أصرّ والده إصراراً كبيراً جداً وشديداً جداً على أن يلحقه على الفور بالأزهر الشريف في القاهرة عاصمة مصر، إلا أنّ الشيخ الشعراوي كان مُصرّاً جداَاً على أن يبقى في القرية ويساعد أهله في أعمالهم التي يقومون بها، وبين إلحاح الأب وإصرار الابن، تنازل الشعراوي لصالح أبيه، وذهب إلى الأزهر، وتكفّل أبوه بكافة مصروفاته. تخرج الشعراوي في العام 1940 ميلادية، وكان قد حصل على العالمية، بالإضافة إلى ذلك فقد حصل الشيخ الشعراوي على إجازة في التدريس وذلك في العام 1943 ميلادية.
إقرأ أيضا : متى توفي الشعراوي
بعد تخرّجه تنقّل الشعراوي بين العديد من الوظائف المختلفة والمتنوّعة التي أسهمت وبشكل كبير جداً في إثراء خبراته الحياتيّة المختلفة. ومن المناصب التي تولاها منصب وزير الأوقاف وشؤون الأزهر الشريف وكان ذلك في الحكومة التي قام ممدوح سالم بتشكيلها. كما وقد كان الشعراوي عضواً في مجلس الشورى المصري، بالإضافة إلى ذلك فقد عُرض عليه أن يكون شيخاً للأزهر الشريف إلاّ أنّه رفض هذا الأمر، بداعي التفرّغ للدعوة الإسلامية.
للشيخ الشعراوي العديد من المؤلفات في مختلف المواضيع الدينيّة، كما واشتهر الشعراوي بخواطره القرآنية، وهي من أكثر الأمور التي اشتهر الشيخ الجليل بها، واعتمد في خواطره على العديد من الأمور والتي من أهمها اللغة العربية التي كان بارعاً في فنونها ومتقناً لها، بالإضافة إلى العديد من العناصر الأخرى منها التحليل المنطقي، وذكر الأمثلة الواقعية، والاستطرادات المبرّرة، واستعمال لغة بسيطة يفهمها كل من سمعه يتكلّم بها، وهي لغة ليس فيها تكلّف ولا تشدّق.
توفي الشيخ الشعراوي – رحمه الله تعالى وجزاه الله تعالى خيراً وجمعه مع الأنبياء والصالحين وأعلى الله من مراتبه في الجنة عما قدمه لنفع هذه الأمة - في العام 1998 ميلادية، وتحديداً في السابع عشر من شهر يونيو.
