سأضرب في طول البلاد وعرضها *** أنال مرادي أو أموت غريباً فإن تلفت نفسي فلله درها *** وإن سلمت كان الرجوع قريباً
هو ثالث أئمة أهل السنة والجماعة الأربعة والذي عرف بذكاءه وعدله ، وهو صاحب المذهب الشافعي في الفقه الاسلامي ، ومؤسس علم أصول الفقه ، بالإضافة غلى أنه إمام في علم التفسير وعلم الحديث ، هو الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المطَّللِبي القرشيّ، ولد الإمام الشافعي في فلسطين تحديداً في غزّة سنة 150 للهجرة ، انتقل مع أمه إلى مكة حيث كان يبلغ من العمر سنتان ، ومن ثم حفظ القران الكريم في السابعة من عمره . وطلب الشافعي العلم في مكة المكرمة كما هاجر للمدينة المنورة طلباً للعلم أيضاً عند الإمام مالك بن أنس ، ومن ثم ارتحل لليمن وعمل هناك ، وفي سنة مئة وأربعة وثمانون للهجرة ارتحل الشافعي إلى بغداد لطلب العلم عند القاضي محمد بن الحسن الشيباني ودرس المذهب الحنفي .
وعند عودة الشافعي مجدداً إلى مكة عمل فيها على إلقاء دروسه في الحرم المكي ، ليعود من بعد ذلك مرّة ثانية إلى بغداد سنة 195 للهجرة حيث ألّف كتابه " الرسالة " الذي ومن خلاله قام بوضع أساس علم اصول الفقه . وفي سنة 199 للهجرة سافر الشافعي لمصر ، كما قام أيضاً بإعادة تصنيف كتابه كتاب الرسالة ، وعمل على نشر مذهبه الجديد ، ويعلم الطلاب العلم ، كما عمل على مجادلة من خالفه ، وقد وافته المنيّة في مصر سنة 204 للهجرة .
صفاته :
- كان الشافعي رامياً ماهراً ، وفصيحاً شاعراً ، ورحّالاً مسافراً ، فقد قال عنه الإمام أحمد " كان الشافعي كالشمس للدنيا ، وكالعافية للناس " .
- خاضعاً للحق ومتواضعاً ، حيث تشهد له بذلك دروسه ومناظراته ، كما تشهد له معاشرته للناس من تلاميذه وأقرانه .
- كما شهد له بروعه وعبادته حيث قال عنه الربيع بن سليمان " كان الشافعي يختم القرآن في رمضان ستين مرّة كل ذلك في صلاة .
- وكان الشافعي فصيح اللسان وبليغ حجة في لغة العرب ونحوهم أيضاً .
- عرف بالبلاغة والحكمة حيث نجد ما قام بكتابته يهدف لايصال العبر للمتلقي .
ومن كتب الشافعي التي تجمع أصول الفقه وتدل على الفروع نذكر : كتاب أحكام القرآن ، كتاب اختلاف العراقيين ، كتاب اختلاف الأحاديث ، كتاب إبطال الإستحسان .
من أشهر أقواله وحكمه :
تموت الأسد في الغابات جوعاً *** ولحم الضأن تأكله الكلاب
وعبد قد ينام على حرير *** وذو نسب مفارشه التراب
وعن السكوت يقول الشافعي :
إذا نطق السفيه فلا تجبه *** فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فرّجت عليه *** وإن خليته كمدا كمدا يموت